شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 272 - الجزء 4

  أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قيد الميل أو الميلين» قال المقداد: لا أدري الميل ميل المسافة أم الميل الذي تكتحل به العين، قال: «فتضرهم⁣(⁣١) الشمس فيكونون في العرق على قدر أعمالهم فمنهم من يأخذ إلى عقبه⁣(⁣٢) ومنهم من يأخذ إلى ركبتيه ومنهم من يأخذ إلى حقويه ومنهم من يلجمه إلجاماً».

  قال #: وهذا إن صح فلا مانع منه في حق غير أولياء الله.

  قلت: ولعله لا يصح لأن يوم القيامة لا شمس ولا قمر فيه لأن تكوير الشمس وانتثار النجوم يكون قبل يوم القيامة والله أعلم.

  الحالة السابعة: حالة المسألة عن الأعمال:

  قال #: وهي معلومة من دينه ÷ ضرورة وعليها قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ٦}⁣[الأعراف]، قيل: يسأل الرسل هل بلغوا الرسالة ويسأل الأمم هل قبلوا.

  وعنه ÷ أنه قال لأبي الدرداء: «يا أبا الدرداء كيف بك إذا قيل لك يوم القيامة أعلمت أم جهلت؟ فإن قلت: علمت، قيل لك: فماذا عملت فيما علمت، وإن قلت: جهلت، قيل لك: فماذا كان عذرك في جهلك».

  وعنه ÷ أنه قال: «لا تزول قدما العبد قائماً يوم القيامة حتى يسأل عن شبابه فيم أفناه؟ وعن عمره فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وما عمل فيما علم؟».

  الحالة الثامنة شهادة الأرض وقد ورد في ذلك قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ٤}⁣[الزلزلة].

  وعنه ÷: «أتدرون بأخبارها؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:


(١) فتصهرهم. ظ. (من هامش الأصل).

(٢) قال في الأصل: عنقه، وفي هامشه و (ب): عقبه. كما أثبتنا.