(فصل): في ذكر الحساب
  وصدق وعده ووعيده (والإنصاف(١)) من الله سبحانه لعباده حيث أوقفهم على ما اسلفوه ولم يأخذهم تعالى بقدرته وإنصاف بعضهم من بعض وذلك أن الله سبحانه وكل الملائكة $ على المكلفين يكتبون ما يفعلون.
  قال الله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ١٠ كِرَامًا كَاتِبِينَ ١١ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ١٢}[الانفطار]، وقال تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ١٧ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ١٨}[ق]، فإذا كان يوم القيامة أعطي المؤمن كتابه الذي كتب الملك فيه حسناته فينظر ما عمله من الحسنات فيه كما قال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}[الكهف: ٤٩]، فيحصل مع المؤمن من السرور والبشرى ما لا يزول عن قلبه ويقول كما حكى الله عنه لمن حوله من أهل المحشر: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ١٩ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ٢٠}[الحاقة]، ويعطى العاصي كتابه بشماله من وراء ظهره فيقرأ جميع ما فيه من السيئات لا يغادر شيئاً من ذلك فيحصل معه من الحسرة والندامة ما لا يوصف ويقول كما حكى الله سبحانه عنه: {يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ٢٥ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ٢٦}[الحاقة]. ذكره الإمام المهدي #.
  وقال الهادي # في تفسيره ما لفظه: ومعنى بيمينه فهو اليمن والبركة وما تلقى به الملائكة أهل الدين والتطهرة من البشارة من ربهم والتبشير والتطهير لهم عند توقيفهم ومحاسبتهم فهذا معنى قوله: بيمينه، وكذلك قال ذو العزة والجلال في أصحاب الميمنة حين يقول: {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ
(١) قال في هامش الأصل: نخ: والتناصف. صح.