شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 286 - الجزء 4

  (قالوا) أي من خالفنا وأثبت الميزان على حقيقته: (روي عن ابن عباس ¥ أنه قال في صفة الميزان): إنه موكل به ملك وأن (دون العمود كما بين المشرق والمغرب) والعمود وسط ساعد الميزان أي ما بين العمود وطرف الساعد، (وكفة الميزان كأطباق الدنيا)، والكِفة بالكسر لكل ما استدار، ويقال كفة بالفتح أيضاً. ذكره في الصحاح.

  قال: والطبق واحد الأطباق ومضى طبق من الليل وطبق من النهار أي معظم منه.

  قالوا: وشطر الميزان نور وشطره ظلمة وهو معلق ببعض قوائم العرش وفي بعض الأخبار: فيؤتى بابن آدم فيوضع بين كفتي الميزان فإن ثقل ميزانه نادى مناد يسمعه جميع الخلائق: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خف ميزانه نادى مناد يسمعه جميع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً.

  (قلنا) في الجواب عليهم: (لا وثوق برواية من روى هذا) الخبر (عنه) أي عن ابن عباس لأن العقل ينكره من وجوه كثيرة، (وإن سلم) صحة وروده عنه (فذكر العمود والكفة ترشيح) للاستعارة وحقيقة الترشيح هو ذكر ما يلائم المستعار منه وذلك أنه استعير لفظ الميزان للعدل والإنصاف ثم ذكر ما يلائم المستعار منه وهو الميزان فأثبت له الكفة والعمود ترشيحاً وذلك (كقول الشاعر) وهو زهير بن أبي سلمى (يصف رجلاً شجاعاً):

  لدى أسد شاكي السلاح مقذف ... (له لبد أظفاره لم تقلم)

  فقد استعار لفظ أسد للرجل الشجاع وقرنه بما يلائم المستعار منه وهو السبع المعروف فأثبت له اللبد والأظفار وهي من خواص الأسد الذي هو السبع المعروف ترشيحاً، وقوله: شاكي السلاح أي حديد السلاح مما يختص المستعار له وهو الرجل الشجاع ويسمى ذلك أي ذكر ما يلائم المستعار له