شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 299 - الجزء 4

  سفر وهو متغير اللون فخطب الناس خطبة بليغة وهو يبكي ثم قال: «أيها الناس إني خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وأرومتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا وإني أنتظرهما ألا وإني أسائلكم في ذلك يوم القيامة عند الحوض وإنه سيرد علي الحوض يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة راية سوداء فتقف فأقول من أنتم فينسون ذكري، ويقولون: نحن أهل التوحيد من العرب فأقول: أنا محمد نبي العرب والعجم، فيقولون: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيعنا وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم فأولي وجهي عنهم فيصدرون عطاشاً قد اسودت وجوههم. ثم ترد علي راية أخرى أشد سواداً من الأولى فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون كما قالت الأولى: نحن من أهل التوحيد فإذا ذكرت اسمي قالوا: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتموني في الثقلين كتاب ربي وعترتي؟ فيقولون: أما الكتاب فخالفنا، وأما العترة فخذلنا ومزقناهم كل ممزق، فأقول: إليكم عني، فيصدرون عطاشاً مسودة وجوههم. ثم ترد علي راية أخرى تلمع نوراً فأقول: من أنتم، فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى نحن أمة محمد ونحن بقية أهل الحق حملنا كتاب ربنا وأحللنا حلاله وحرمنا حرامه وأحببنا ذرية محمد فنصرناهم من كل ما نصرنا منه أنفسنا وقاتلنا معهم وقاتلنا من ناواهم، فأقول لهم: أبشروا فأنا نبيكم محمد ولقد كنتم كما وصفتم، ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء، ألا وإن جبريل أخبرني بأن أمتي تقتل ولدي الحسين بأرض كرب وبلاء ألا ولعنة الله على قاتله وخاذله أبد الدهر أبد الدهر».

  الحالة الخامسة عشرة: الحوض، وقد وردت الأخبار بثبوته.

  قال الإمام المهدي #: وورد قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١}⁣[الكوثر]،