(باب): [في ذكر القيامة]
  فيه.
  قال #: وعنه ÷: «حوضي ما بين مكة إلى أيلة له ميزابان من الجنة إلى قوله: شرابه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك، من كذبه اليوم لم يصبه في الشرب يومئذ شيء منه»(١).
  قال وعنه ÷: «جانبا حوضي كما بين المدينة وصنعاء»(٢) قال وأخبار في ذلك كثيرة.
  وقال الإمام الكبير العالم الشهير القاسم بن إبراهيم $ في تفسير الكوثر قال: هو من الكثرة كما يقال غفران من المغفرة فعرف الله رسوله ÷ وغيره من عباده بما منّ به عليه من نعمته ومنه وإرشاده التي أقلها برحمة الله كثير واصغرها بمن الله فكبير.
  إلى قوله: وقد قيل إن الكوثر نهر في الجنة خص الله رسوله به وجعله - جل ثناؤه - في الجنة له.
  وقال الحسين بن القاسم بن علي $ في تفسير الكوثر هو الخير الكثير وإنما قيل كوثراً من الكثرة كما يقال غفران من المغفرة.
  قال: والكوثر عندنا نهر في الجنة خص الله به نبيئه ÷، قال: قال أمير المؤمنين ~:
(١) ورواه العنسي في الإرشاد، وأحاديث الحوض كثيرة جداً، وممن روى قريباً من هذا السيوطي في الجامع الكبير بلفظ: «إن حوضي ما بين أيلة وصنعاء عرضه كطوله يصب فيه ميزابان من الجنة ... إلخ»، ثم قال: أحمد والطبراني والحاكم عن أبي برزة.
(٢) ممن روى نحوه: مسلم في صحيحه عن أنس بلفظ: «ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة»، وكذلك ابن ماجه في سننه، وأحمد في مسنده، والطبراني في الأوسط، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم.