(فصل): في ذكر الحساب
[الأقوال في خلق الجنة والنار]
  وأما الخلاف في خلق الجنة والنار فقد أشار الإمام # إلى ذلك بقوله: قال (الهادي # وأبو هاشم وغيرهما) كقاضي القضاة وأكثر المعتزلة: (والجنة والنار لم يخلقهما الله تعالى) الآن (قطعاً) أي ما قد خلقتا قطعاً وإنما يخلقهما الله تعالى يوم القيامة.
  قالوا: (لقوله تعالى) في وصف الجنة: ({أُكُلُهَا دَائِمٌ) وَظِلُّهَا}[الرعد: ٣٥]، (و) لو كانتا قد خلقتا لبطل معنى الآية إذ (لا بد من فناء كل شيء كما مر) فثبت أنهما لم تخلقا الآن.
  ومثل هذا ذكر الإمام أحمد بن سليمان # حيث قال: وعندنا أنها لم تخلق أي الجنة وأن الله يخلقها ويحدثها يوم القيامة كيف شاء وحيث شاء والدليل على ذلك من جهة العقل أنه لا يعد الشيء ويدخره إلى وقت طويل إلا من يعجز عن إبداعه وقت الحاجة إليه والله تعالى لا يعجزه شيء.
  ومن الكتاب قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٢٦}[الرحمن].
  إلى قوله #: فلو كانت الجنة قد خلقت لم تكن إلا في السماء أو في الأرض وإذا كانت قد خلقت في السماء فكيف تبدل السماء وتبقى الجنة التي فيها وما فيها من الحور العين والولدان فصح ما قلنا.
  وقال القاسم بن إبراهيم # وقد سئل عن آدم حيث أسكنه الله الجنة: ما كانت الجنة مخلوقة أو لا؟
  فقال: الجنة مخلوقة في غير سماء ولا أرض وقد أسكن الله آدم وزوجته الجنة وأخرجهما منها بعصيانهما.
  ويؤيد هذا ما رواه الصفار بإسناده إلى جابر بن عبدالله عنه ÷ أنه قال: «مكتوب على باب الجنة محمد رسول الله علي أخو رسوله قبل أن يخلق