شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الحساب

صفحة 303 - الجزء 4

  [السماوات والأرض]⁣(⁣١) بألفي ألف عام⁣(⁣٢).

  وقال الإمام القاسم بن علي # في جواب من سأله عن الجنة والنار أين هما؟ وهل خلقتا؟ فقال: الجواب اعلم أن الله تبارك وتعالى وعد بالجنة وتوعد بالنار فالواجب علينا التصديق بوعده ووعيده والإقرار به ولم يذكر لنا أنه خلقهما بعد أو لم يخلقهما.

  فمن قال إنهما خلقتا لزمه أن يقول: إنه جل اسمه يهلكهما ويفنيهما لقوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}⁣[القصص: ٨٨]، وقد يكون من تأويل هذه الآية أن لا يكونا من الأشياء الواقع عليها اسم الفناء لأنهما خلقتا للبقاء.

  إلى قوله: وقد تُكُلم في ذلك وأُكْثر فيه، وأصح ما تكلم به التصديق بهما وبما وعد الله منهما وفيهما فاعلم ذلك.

  وقال (أبو علي وأبو الحسين) والإمام يحيى # وغيرهم: (بل) قد (خلقتا قطعاً لقوله تعالى: {أُعِدَّتْ) لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣}⁣[آل عمران]، في صفة الجنة وإعدادها إيجادها وادخارها.

  (قلنا) في الجواب عليهم: معناه أعدت (في علمه تعالى) لهم فكأنها قد وجدت لما كان أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.

  (قالوا): قد (قال) الله (تعالى: {وَلَقَدْ رَأَىهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥}) [النجم]، فدلت هذه الآية على أن الجنة قد خلقت وأن محمداً ÷ رأى جبريل على صورته عندها (قلنا: تلك)


(١) هنا سقط في الأصل وذلك التاء من قوله السموات، وكذا قوله: والأرض. وما أثبتناه هو من كتاب الصفار.

(٢) رواه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة، والطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الحلية، والديلمي في الفردوس، وابن المغازلي في المناقب، والعقيلي في الضعفاء كلهم عن جابر.