شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 304 - الجزء 4

  الجنة التي أراها الله سبحانه نبيئه (جنة تأوي إليها أرواح الأنبياء À و) أرواح (الشهداء) والمؤمنين (في بقية أيام الدنيا) قبل قيام القيامة (لا جنة الخلد التي وعد المتقون؛ جمعاً بين الأدلة) المفهمة أنها قد خلقت والأدلة المنافية لذلك.

  وقال (المرتضى) لدين الله محمد بن يحيى الهادي @ (والمهدي) أحمد بن يحيى بن المرتضى # وهو قول أبي القاسم البلخي وكثير من البغدادية: (لا قطع بأيهما) أي لا قطع بأي القولين إذ لا دلالة على أحدهما معلومة فيمكن أن يكونا قد خلقتا ويمكن خلافه.

  قال الإمام #: (قلت وهو الحق) أي القول بالوقف (لاحتمال أن يكون) معنى قوله تعالى: ({أُكُلُهَا دَائِمٌ}) المراد به (في القيامة) أي في يوم القيامة فلا ينقطع أكلها بعد وجودها (لا في أيام الدنيا).

  قال المرتضى # في الإيضاح في جواب مسائل الطبريين: وسألتم عن سدرة المنتهى وعما ذكر الله سبحانه في قوله: {وَلَقَدْ رَأَىهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥}⁣[النجم]، قال #: هي سدرة في الجنة والمنتهى فهو الذي لا وراء له وهي في السماء السابعة العليا وإنما ذكر الله سبحانه أن محمداً قد رأى جبريل @ في صورته التي خلقه الله عليها مرة أخرى من بعد الأولى التي كانت في الأرض عندما عرج به ÷ إلى السماء السابعة حتى عاين الجنة وأبصرها فرآه @ عند السدرة التي في الجنة على صورته التي خلقه الله عليها وكان # ينزل على محمد ÷ في صورة دحية الكلبي ولم يكن ينزل على محمد صلى الله عليهما في صورته فعاينها # مرتين في الصورة التي خلقه الله عليها فكانت مرة في الأرض وثانية عندما عرج به عند السدرة.