شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 316 - الجزء 4

  جميع الأمة لا يختلفون فيه. ذكره الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة.

  قلت: وذكره ابن بهران في المعتمد من رواية معاوية قال: أخرجه أبو داود.

  قال: وأخرج هو والترمذي قريباً منه من رواية أبي هريرة، وللترمذي نحوه مع زيادة من رواية ابن عمر.

  قال الإمام أحمد بن سليمان #: فلما سمع ذلك منه ضاق به المسلمون ذرعاً وضجوا بالبكاء وأقبلوا عليه وقالوا: يا رسول الله كيف لنا بعدك بطريق النجاة؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتى نعتمد عليها؟ فقال ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

  قال #: والأمة مجمعة على صحة هذا الخبر وكل فرقة من فرق الإسلام تتلقاه بالقبول وتزعم أنها هي الناجية.

  قال: والأمة مجمعة أيضاً على أن إجماع الأمة حجة لقول رسول الله ÷: «لن تجتمع أمتي على ضلالة». انتهى.

  وروى الإمام الحسن بن بدرالدين عن علي # من خطبته الزهراء: «فإنه ما من نبي بعث في الأولين والآخرين إلا كان له هادٍ من بعده ..».

  إلى قوله: «فاختلفتم كما اختلف بنو إسرائيل على هارون فضربها الله بالفتن والاختلاف وطاعة السامري فعاقبهم بالقتل فمن قتل نفسه بالتوبة كان شهيداً ومن كره القتل عوقب بالافتراق والخروج من الملة فافترقت على اثنتين وسبعين فرقة كلها ضلت وتاهت وهلكت إلا بقية من آل موسى وآل هارون وهي الأمة الهادية التي قال الله: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ١٥٩}⁣[الأعراف]،


= بن مالك وعمرو بن عوف وعبدالله بن عمرو بن العاص ومعاوية. وقد روي أيضاً عن ابن مسعود وأبي هريرة.