[بعض ما ورد في أعيان العترة $ وما لحقهم من الأمة]
  المؤمنين علي #.
  ثم قال لي: يا أبا قرة والذي يعلم ما تجن الصدور إن زيد بن علي لم ينتهك لله محرماً منذ عرف يمينه من شماله، يا أبا قرة من أطاع الله أطاعه(١) [ما خلق](٢).
  وكان استشهاده # عشية الجمعة لخمس بقين من المحرم سنة اثنتين وعشرين ومائة. ذكره في الحدائق. رمي # بسهم فأصاب جبهته اليسرى فلما نزع السهم فاضت نفسه رحمة الله عليه ورضوانه.
  وكان القاتل له يوسف(٣) بن عمر من قواد هشام بن عبدالملك لعنهما الله، وكان زيد # قد دفنه أصحابه بالليل وأجروا الماء على قبره خوفاً من بني أمية وكان حضرهم غلام سندي فلما أصبح نادى منادي يوسف بن عمر: من دل على قبر زيد كان له من المال كذا وكذا فدلهم عليه ذلك الغلام فاستخرجوه وحزوا رأسه ووجهوا به إلى هشام وصلبوا جثته بالكناسة.
  روي أنه بقي مصلوباً سنة وأشهراً وقيل سنتين وقيل أربع سنين إلى أن ظهرت رايات أبي العباس السفاح بخراسان وكتب الوليد(٤) بن يزيد إلى يوسف
(١) رواه في مقاتل الطالبيين.
(٢) ما بين المعقوفين ثابت في مقاتل الطالبيين، ومفقود في الأصل.
(٣) يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم أبو يعقوب، الثقفي: أمير، من جبابرة الولاة في العهد الأموي. كانت منازل أهله في البلقاء (بشرقي الاردن) وولي اليمن لهشام بن عبد الملك (سنة ١٠٦ هـ ثم نقله هشام إلى ولاية العراق (سنة ١٢١) وأضاف إليه إمرة خراسان، ودخل العراق، وعاصمته يومئذ «الكوفة» فأقام بها. ثم قتل سلفه في الإمارة «خالد بن عبد الله القسري» تحت العذاب. واستمر إلى أيام يزيد بن الوليد، فعزله يزيد (في أواخر ١٢٦) وقبض عليه، وحبسه في دمشق، إلى أن أرسل إليه يزيد بن خالد القسري من قتله في السجن بثأر أبيه. وعمره نيف وستون سنة. وكان يسلك سبيل الحجاج في الأخذ بالشدة والعنف! قال الذهبي: كان مهيبا جبارا ظلوما. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٤) الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان: أمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف أخي الحجاج بن =