[بعض ما ورد في أعيان العترة $ وما لحقهم من الأمة]
  من البدو فاستخفى فيهم ثم أراد الخروج في وقت من الأوقات من المدينة فأشار أصحابه أن لا تفعل، وقالوا إن المدينة والحجاز تسرع إليهما الجيوش.
  فلما مات المأمون وتولى أخوه المعتصم شدد في طلبه وأنفذ عساكر عظيمة في تتبع أثره لا شغل لهم إلا طيافة الأقاليم لرصده # فأحوج إلى الانفراد عن أصحابه وانتقض أمر ظهوره. ذكره السيد أبو طالب #.
  قال: وله بيعات كثيرة في أوقات مختلفة، وانتقل آخر أيامه إلى الرس وهي أرض اشتراها وراء جبل أسود بالقرب من ذي الحليفة وبنى هناك لنفسه وولده وتوفي بها وقد حصل له ثواب المجاهدين السابقين في شوال سنة ست واربعين ومائتين في أيام المتوكل.
  (وفي الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين) بن القاسم الرسي $ وهو الهادي إلى الحق (# عنه ÷ أنه أشار بيده إلى اليمن وقال: «سيخرج رجل من ولدي في هذه الجهة اسمه يحيى الهادي يحيي الله به الدين»(١) ونحوه) عنه ÷ أنه قال: «يخرج في هذا النهج - وأشار بيده إلى اليمن - رجل من ولدي اسمه يحيى الهادي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحيي به الله الدين ويميت به الباطل»(٢).
  وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #: «تكون فتن بين(٣) المائتين فيخرج من عترتي رجل اسمه اسم نبي يميز بين الحق والباطل، ويؤلف الله قلوب
(١) رواه الإمام الحسن بن بدر الدين # في أنوار اليقين، وصنوه الأمير الحسين (ع) في ينابيع النصيحة، والإمام المهدي الفوطي # في البدر المنير، وغيرهما.
(٢) رواه الإمام الحسن بن بدر الدين # في أنوار اليقين، والهادي بن إبراهيم الوزير في هداية الراغبين نقلاً عن الحدائق للفقيه حميد الشهيد، ورواه الفقيه حميد الشهيد في الحدائق الوردية.
(٣) الذي في المصابيح: (بين الثمانين ومائتين).