شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بعض ما ورد في أعيان العترة $ وما لحقهم من الأمة]

صفحة 340 - الجزء 4

  المؤمنين على يديه»⁣(⁣١).

  وعن الصادق: «أول ما يأتيكم الفرج من اليمن»⁣(⁣٢)، ونحو ذلك.

  وخرج الهادي # إلى اليمن مرتين المرة الأولى وصل إلى بعض جهات اليمن ورأى من المنكر وعدم الانقياد ما حمله على الرجوع فرجع إلى الحجاز ثم شمل أهل اليمن القحط والجدب وعمهم البلاء فكتبوا إليه ثانية فوصل إلى صعدة لستة أيام خلون من صفر من سنة أربع وثمانين ومائتين وكانت جهات اليمن قد انطمس الإسلام فيها وظهر فيها من الفسوق والكفر والفساد ما تقشعر من ذكره الأبدان، وكان جيوش من بها من القواد يقتطعون البلدان لأكله ظلماً وجوراً ويسبون من أحبوا من نسائهم وحمل بعضهن إلى مكة وأباحوا الفجور.

  وكان بعضهم ربما حمل الغلام من السوق للفسق، وكذلك المرأة يحملها بعضهم من بعض الطريق.

  وروي أنه كان في عسكر الدعام بن إبراهيم الهمداني في بيت زود أربعمائة امرأة فواجر يظهرن الفجور علانية لا يستترون بذلك بل يتحاكم العسكر فيهن إلى سلاطينهم وكل عشية يجتمعن إلى باب سلطانهم الفاسق فيلعبن بين يديه وينشرن شعورهن ويبدين زينتهن ويلبسن الرقيق من الثياب فيأتي العسكر فإذا هوي منهم واحدة دفع إليها دراهم بحضرة من يحضر معهم فلعلها لا تروح إليه


(١) رواه في مصابيح أبي العباس الحسني (ع) عن مصنف سيرة الإمام الهادي (ع)، ورواه كذلك الإمام الحسن بن بدرالدين (ع) في أنوار اليقين، والفقيه حميد الشهيد في الحدائق الوردية، ورواه علي بن محمد العلوي في كتاب سيرة الهادي (ع)، ورواه الأمير الحسين بن بدرالدين (ع) في ينابيع النصيحة.

(٢) رواه في المصابيح عن مصنف سيرة الهادي (ع)، ورواه علي بن محمد العلوي في سيرة الهادي (ع).