[معرفة الشبهة وإبطالها]
  تعذر العلم كأبعاض الحج وأبعاض الصلاة وحل أجرة الخاتن وحفر القبور وغير ذلك.
  أما إبطال شبهة المعتزلة في كون الصفات أموراً زائدة على الذات ليست الموصوف ولا غيره ولا شيء ولا لا شيء فنقول وإن لم نذكر شبهتهم في ذلك: لا واسطة بين الموصوف وغيره ولا بين شيء ولا لا شيء فالعقل يحكم ببطلان ذلك قطعاً.
  ثم نقول: المعلوم من لغة العرب أن الذي زعمتموه مؤثراً في الصفة هو الصفة نفسها؛ لأن العرب تسمي الأعراض القائمة بالأجسام صفات وهي أشياء معقولة معلومة وهي غير الأجسام.
  والدليل على ذلك: أنهم يقولون: اتصف الرجل بالعلم والقدرة والحياء والكرم والشجاعة والسواد والبياض والطول والقصر ونحو ذلك.
  وأما صفات الله سبحانه وتعالى فهي ذاته كما سيجيء إن شاء الله تعالى لاستحالة كونه تعالى محلاً للأعراض.
  وأما قولهم: إن المؤثر في الإحتراك ونحوه معنى فنقول: الطرق التي توصل إلى العلم بالأشياء إما العقل أو الحواس الظاهرة أو درك النفوس أو دليل الشرع فمن ادعى علم شيء من غير هذه الطرق فقد أحال وهذا المعنى الذي زعمتموه لا يدرك بأيها فيبطل وجوده فضلاً عن تأثيره.
  ثم نقول: يستحيل أن يفعل العاقل فعلاً ولا يدركه بحس ولا غيره وإلا فأوجدونا ذلك حتى يكون هذا المعنى مثله.
  وأما الكلام فإنه فعل للمتكلم وكونه أمراً أو نهياً أو خبراً ونحو ذلك أنواع وهي لا تخرجه عن كونه فعلاً والفعل صفة للمتكلم كقيامه وقعوده، وكذلك الاجتماع والافتراق والاحتراك والسكون والتكلم والسكوت فإنها أعراض حالة في الجسم والأعراض صفات للأجسام.