(فصل) في ذكر المؤثر وما اصطلح على تأثيره وهو غير مؤثر
  وقول القاسم(١) بن إبراهيم # في كتاب الدليل الكبير حيث بين الفرق
(١) الإمام أبو محمد نجم آل الرسول، وإمام المعقول والمنقول، القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط À وسلامه. قام - لما سمع بموت أخيه الإمام محمد بن إبراهيم - بمصر سنة تسع وتسعين ومائة، ولبث في دعاء الخلق إلى الله إلى سنة ست وأربعين ومائتين. ورد عن جده الرسول ÷ ما رواه أئمتنا أنه قال ÷: «يا فاطمة إن منك هادياً ومهدياً ومستلب الرباعيتين لو كان نبي بعدي لكان إياه». دعا إلى الله في بعض الشدائد فامتلأ البيت نوراً. توفي الإمام القاسم وله سبع وسبعون سنة. كان نجم آل الرسول صلى اللّه عليه وعلى آله، المبرز في أصناف العلوم وبَثِّها ونشرها وإذاعتها، روى أبو العباس الحسني | أن جعفر بن حرب دخل على القاسم بن إبراهيم # فجاراه في دقائق الكلام، فلما خرج من عنده قال لأصحابه: أين كنا عن هذا الرجل، فواللّه ما رأيت مثله؟! وروى أيضاً عن محمد بن عبد العزيز بن الوليد قال: سألت الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي $ عن أبي محمد القاسم بن إبراهيم #، فقال: سيدنا وكبيرنا، والمنظور إليه من أهلنا، ومَا في زماننا هذا أعلم منه، ولقد سمعته يقول: قد قرأت القرآن والتوراة والإنجيل والزبور، وما علمي بتأويلها دون علمي بتنزيلها، ثم قال: لو سألت أهل الأرض من علماء أهل البيت؟ لقالوا فيه: مثل قولي، استشهد أخوه محمد بن إبراهيم وهو بمصر، فلما عَرَفَ ذلك دعا إلى نفسه وبَثَّ الدعاة وهو على حال الاستتار، فأجابه عَالَم من النَّاس من بلدان مختلفة، وحثوه على الظهور وإظهار الدعوة، فأقام # بمصر نحو عشر سنين. واشتد الطلب له هناك من عبد اللّه بن طاهر، فلم يمكنه المقام، فعاد إلى بلاد الحجاز وتهامة، وخرج جماعة من دعاته من بني عمه وغيرهم إلى بلخ والطالقان وغيرها؛ فانتشر خبره قبل التمكن من ذلك، فتوجهت الجيوش في طلبه نحو اليمن، فاستنام إلى حيّ من البدو واستخفى فيه، وأراد الخروج بالمدينة في وقت من الأوقات، فأشار عليه أصحابه بأن لا يفعل ذلك، ولم يزل على هذه الطريقة مثابراً على الدعوة صابراً على التغرب والتردد في النواحي والبلدان، متحملا للشدة، مجتهداً في إظهار دين اللّه. روى السيد أبو طالب قال: اشتد الطلب على القاسم [بن إبراهيم] وضاقت عليه المسالك، وكان في حانوت إسكاف من خلص الزيدية، فنودي نداء بليغاً: برئت الذمة ممن آوى القاسم بن إبراهيم، وممنّ لم يدلّ عليه، ومن دلَّ عليه فله ألف دينار، وكذا كذا من البز، والإسكاف مطرق يسمع ويعمل، لا يرفع رأسه فقالوا للإسكاف: نراك ما ارتعت، فقال: ومن لي بالارتياع، ولو قرضت بالمقاريض بعد رضا رسول الله ÷ في وقاية ولده بنفسي. و روى أحمد بن عيسى بن زيد $ قال: طلبنا هارون أنا والقاسم بن إبراهيم، وعبد الله بن موسى، فتفرقنا في البلاد فوقعت إلى ناحية الري، ووقع عبد الله بن موسى إلى الشام، وخرج القاسم إلى اليمن، فلما توفي هارون =