شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر المؤثر وما اصطلح على تأثيره وهو غير مؤثر

صفحة 239 - الجزء 1

  آلة للناظر) يتوصل بها إلى العلم كسائر الآلات التي يتوصل بها إلى الفعل ولا تأثير للآلة ضرورة.

  (وإما لا تأثير له تأثير إيجاب بإقرارهم) لأنهم قالوا: إن الشرط لا يؤثر في المشروط، (ولا اختيار له بإقرارهم أيضاً)؛ لأن تأثير الاختيار إنما هو للفاعل.

  (ولا يعقل تأثير ثالث) أي: غير الإيجاب وغير الاختيار (وذلك) أي: الذي لا تأثير له هو: (الشرط) لأنهم لم يجعلوه إلا شرطاً في تأثير المؤثر فكيف يصح جريه مجرى المؤثر.

  (وإن سلم) لهم أن الشرط جار مجرى المؤثر (لزم تأثير بين مؤثرين) وهما الشرط والفاعل، ومثل هذا يلزم في السبب لإضافتهم المسبب إلى الفاعل وذلك (كمقدور بين قادرين وهم يحيلونه) أي: يجعلونه محالاً.

  فإن قالوا: إنا لم نجعل الشرط والسبب مؤثرين على الحقيقة وإنما أجريناهما مجرى المؤثر.

  قلنا: فما معنى جريهما مجرى المؤثر؟ وما وجه إدخالهما في جملة المؤثرات؟ فهلا أدخلتم الآلة كالسوط ونحوه من جملة ما يجري مجرى المؤثر.

  (وإما غرض) بالغين المعجمة وهو عطف على ما تقدم، (والمؤثر) مع الغرض (الفاعل ضرورة) أي: يعرف بضرورة العقل، (وذلك) أي: الذي هو عرض في الحقيقة (نوعا الداعي) أي: الحاجي والحكمي المتقدم ذكرهما فهما عرضان مقصودان يرجحان للفاعل الفعل ولا تأثير لهما والتأثير للفاعل.

  (وإن سلم) أن لهما تأثيراً (لزم أن لا يحصل الفعل من الفاعل إلا عند وجود ذلك الغرض) وهو باطل قطعاً؛ إذ يعلم وجود الفعل من دون حصول الغرض كفعل الساهي والنائم وكمن يسير أو يفعل فعلاً لا لغرض فإنه معلوم الوقوع بالضرورة، وإنما اختلف في قبحه.

  (و) لزم أيضاً (أن لا يتمكن الفاعل من ترك الفعل عند وجوده) أي: