(فصل) في ذكر المؤثر وما اصطلح على تأثيره وهو غير مؤثر
  وإذا كان له يمين وشمال فله خلف وأمام فقد صار ستة أجزاء لا شك في ذلك ولا امتراء، وحصل بأبين البيان جسماً فكيف تكون الستة جزءاً واحداً.
  وفي تناقض قولهم والحمد لله أكثر مما ذكرنا ولم يأت محمد ÷ من هذه الترهات بشيء. انتهى.
  (وثابت غير موجود) هو قول بعض المعتزلة في ذوات العالم، قالوا: هي ثابتة في الأزل لا موجودة في الأزل.
  (وأمور لا توصف بالحدوث ولا القدم ولا الوجود ولا العدم) وهذا قول بعض المعتزلة في صفاته تعالى أنها أمور زائدة على ذاته وهذا الفرق بين الأمور والمزايا إنما هو مجرد اصطلاح في التسمية كما ذكرناه من قبل.
  قال # في الإشارة إلى تشبيه هذه الأقوال الباطلة المحالة الغير المعقولة بمخض الماء الذي لا يفيد شيئاً (ولله القائل(١):
  وبعض القول ليس له عناج ... كمخض الماء ليس له إتاء)
  العَنَجَ بالتحريك والعناج في الدلو العظيمة حبل أو بطان يشد في أسفلها ثم يشد إلى العراقي فيكون عوناً لها وللوذم فإذا انقطعت الأوذام أمسكها العناج فإذا كانت الدلو خفيفة فعناجها خيط يشد في إحدى آذانها إلى العرقوة، قال الحطيئة(٢):
  قوم إذا عقدوا عقداً لجارهم ... شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
  وقول لا عناج له إذا أرسل على غير روية، والمصدر العنج بسكون النون وفتح العين.
(١) قال في الشرح الصغير: هو لقيس بن الخطيم، وقيل: للربيع بن أبي الحقيق.
(٢) جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة: شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءً عنيفا، لم يكد يسلم من لسانه أحد. وهجا أمه وأباه ونفسه. [توفي] ٤٥ هـ له ديوان شعر - ط. (الأعلام للزركلي باختصار).