(فصل): في ذكر حقيقة الحد
  وماهيته وحده أسماء مترادفة لمعنى واحد.
  إذا عرفت ذلك (فحد بعض المتكلمين) أي: بعض أهل علم الكلام (للذات) أي: مطلق الذات بقولهم في حقيقة الذات: هي ما يصح العلم بها على انفرادها ونحو ذلك.
  (و) كذلك (حدهم) أيضاً (نحو موجود) أي: مطلق الموجود ونحوه كالقادر والعالم والحي إذا أريد بها عموم الباري تعالى شأنه وجل سلطانه وغيره (بالمعنى الثاني) من معنيي الحد وهو ما يتصور به ماهية قلت: وكذلك أيضاً بالمعنى الأول إن أريد به مشاركة شيء له تعالى في اسم المحدود لما يأتي إن شاء الله تعالى.
  (لا يصح؛ لأن الله تعالى لا يصح تصوره لما يأتي إن شاء الله تعالى) في ذكر صفاته ø.
  (فليس) الحد إذاً (بجامع) لكل موجود ولكل ذات لخروج ذات الباري تعالى ووجوده بزعمهم من المحدود.
  وأيضاً حدهم للذات بأنها ما يصح العلم به على انفراده باطل بكل حال وذلك لأنه يستحيل عندهم خلو الذات وانفرادها عن صفتها الأخص فحينئذ لا يجوز القول بأنه يصح انفراد الذات عما يستحيل انفرادها عنه. ذكر هذا السيد حميدان #.
  (وقولهم) أي: أهل الحدود (في حد العالِم:) هو (من يمكنه إيجاد الفعل المحكم لا يصح بالمعنيين معاً) وهما شرح الاسم وتصور الماهية (لما مر) من أنه تعالى لا يصح تصوره إن أريد به المعنى الثاني.
  (ولدخول نحو النحلة) أي: النحلة ونحوها إن أريد به المعنى الأول (لأنه يمكنها إيجاد الفعل المحكم) على حد لا يتمكن منه الإنسان (وهو تقدير بيوت شمعها وترصيفها له) على الصفة المعلومة الإحكام، وكذلك غيرها من