شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[مذهب العترة $ أن ذات الله سبحانه وصفاته لا تحد بالحدود المنطقية وغير ذلك]

صفحة 252 - الجزء 1

[مذهب العترة $ أن ذات الله سبحانه وصفاته لا تحد بالحدود المنطقية وغير ذلك]

  قال: والصحيح ما ذهب إليه أئمة العترة $ من أنهم يقولون: إن ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته الحسنى لا يجوز أن تحد بالحدود المنطقية ولا يشرك بينها وبين غيرها بالألفاظ الموهمة للتشبيه والمشاركة في شيء من الأشياء.

  قال: ويقولون إنه سبحانه شيء لا كالأشياء وما كان بخلاف الأشياء كلها لم يجز وصفه بأنه مماثل لها ولا مشارك.

  ولا يجوز أن تكون المشاركة في لفظ الاسم موجبة للمماثلة ولا للمشاركة إلا إذا كان كلا المشتركين فيه متماثلين في ضرب من ضروب الكيفيات والكيفية لا تكون إلا للمحدث.

  قال: ومن هنا يعلم أن كل اسم يشترك فيه الخالق والمخلوق عام فليس باسم جنس لاستحالة وصف الباري سبحانه بالجنس والنوع.

  ومما استدلوا به على أن الباري سبحانه شيء من العقل هو أنه قد ثبت أنه سبحانه محدِث للعالم وأنه لا واسطة بين شيء ولا لا شيء فإذا لم يكن محدث العالم لا شيء وجب أن يكون شيئاً.

  ومن السمع قوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}⁣[الأنعام: ١٩]، وغيرها.

  واستدلوا على أنه لا كالأشياء بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١]، وغيرها من أدلة العقل. انتهى.

  قلت: وهذا هو المعلوم من دين جميع الأنبياء والمرسلين والأئمة الهادين À أجمعين وذلك لأن الله سبحانه ما دل عباده على معرفة ذاته إلا بما أراهم إياه من عجيب خلقه وبديع صنعه الذي بهر العقول وعجزت الإنس والجن عن أن يأتوا بأصغر جسم وأحقره كما قال الله سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا