(فصل): في ذكر حقيقة الحد
  أسماء الأجناس التي يتوصل بها إلى القياس لكون أسماء الأجناس من خصائص المحدثات التي يتعالى الله سبحانه عنها لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
  فإذا لم يكن له مثل فليس له جنس وإذا لم يكن له جنس فالمشاركة بينه وبين غيره مما يتوصل به إلى القياس له على غيره يكون إلحاداً في أسمائه وعدولاً عن طريق معرفته وتحريفاً للكلام عن مواضعه، وتلبيساً على من لا يميز بين ما يكون من الأسماء مشتركاً إلى آخر كلامه #.
  وقال الهادي #: القادر في الشاهد إنما هو مجاز لأنه في الحقيقة مقدر وليس بقادر وكذلك الحي والعالم.
  قلت: فعرفت من هذا أنه لا يجوز أن تحد ذات الله سبحانه ولا صفاته بالحدود الموهمة للتشبيه والمشاركة لا بمعنى التصور ولا بمعنى شرح اسم جنس عام يكون الباري تعالى نوعاً من أنواعه لأنه ليس كمثله شيء، ولأنه لا طريق لنا إلى معرفة ذاته وصفاته إلا بما أرانا من بدائع مخلوقاته ودلنا عليه من أسمائه وصفاته كما قال الهادي #: لا تحيط به الظنون ولا يصفه الواصفون إلا بما وصف به نفسه من قوله هو، وأنه سبحانه كما قال في آخر سورة الحشر ... إلى آخر كلامه #.
  وقال البُسْتي(١) في كتاب الباهر على مذهب الناصر(٢) # ما لفظه: فلم
(١) الشيخ الإمام لسان المتكلمين إسماعيل بن أحمد البستي | حافظ المذهب وشيخ الزيدية بالعراق، وإليه نسبة المذهب كما في تعاليق العلماء على (الزيادات) وعلى (اللمع)، وشهرة ذلك أظهر من الشمس، وإن كان قد وهم بعض علمائنا بجعله جامع (الزيادات)، وجامع (الزيادات) هو الشيخ الأستاذ ابن ثال |. (مطلع البدور باختصار).
(٢) هو الإمام الناصر للحق أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، ويقال له الأطروش. أعلم به أمير المؤمنين # في خطبته بالكوفة، وخطبته بالنهروان. صفته #: قال الإمام أبو طالب: كان # طويل القامة، يضرب إلى الأدْمَة به طرش من ضربة. قيامه: سنة أربع وثمانين ومائتين، دعا إلى عبادة الله في الجيل =