(فصل): [في حدوث العالم]
  سبحانه: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١}[فصلت].
  وقد يمكن أن يكون معنى قوله: ففتقناهما هو: ميزناهما من أصل واحد فخلقناهما فجعلنا السماء من دخان ذلك الشيء والأرض من حساته(١)، فهذا عندي أحسن ما أرى فيه من القول والله سبحانه أعلم، ولا أتوهم أنه يصح في قول خلاف هذا. انتهى كلامه # بلفظه.
  ومثله ذكر ولده المرتضى # في تفسير هذه الآية، وقد قيل: إن المراد بفتق السماء فتقها بالأمطار، وبفتق الأرض: فتقها بالنبات والأشجار وهو قول الناصر #، حكاه عنه البستي في كتاب الباهر، ولعل الوجه هو الأول والله أعلم.
  قال السيد حميدان #: وأما الخلاف في أنواع العالم فمذهب أئمة العترة $ فيه بخلاف ما ذهب إليه الفلاسفة من أن أول مخلوق هو العقل الأول من العقول العشرة التي زعموا أنها قبل الزمان والمكان كما حكيناه عنهم من قبل وبخلاف ما ذهبوا إليه هم والمعتزلة من القول بالجوهر والخط والسطح، وبخلاف ما ذهبت إليه نفاة الأعراض ومن جوز وجود عرض لا في محل، وذلك لأنهم $ لم يتعدوا حد عقولهم، ولم يتكلفوا علم ما لا طريق لهم إلى العلم به ولا ما قد علموه بالمشاهدة ضرورة أو بطريقة القياس العقلي لما لم يشاهدوا على ما شاهدوا وذلك لأن جميع ما يشاهد من العالم لا يخلو من أن يكون محلاً لغيره أو حالاً في غيره فالمحل هو الجسم والحال هو العرض والعرض صفة والجسم موصوف ومن المعلوم بالمشاهدة استحالة وجود جسم خال عن عرض ووجود عرض لا في محل. انتهى.
(١) قال: في هامش الأصل: حثالته ظن.