شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في حدوث العالم]

صفحة 271 - الجزء 1

  (بعد وجود غيره فلا شك في حدوثه) إذ حقيقة المحدث ما سبقه عدمه أو غيره كما تقدم.

  (و) إذا ثبت حدوث صحة الفعل وأن ما كان من الأشياء بعد وجود غيره فلا شك في حدوثه (لزم حدوث ما توقف عليه) أي: على ذلك الشيء الذي هو بعد غيره وهو صحة الفعل (من جميع ذلك) وهو السماوات والأرض، وإمكان الزيادة والنقصان والتحويل والتبديل ونحو ذلك؛ لتوقف ذلك على صحة الفعل وقد ثبت حدوث صحة الفعل فلزم حدوث ما توقف عليها من جميع ذلك.

  (ولزم تخلفهما عنه) أي: عن ذلك الإمكان (لو كانتا قديمتين) كما ذكرنا من قبل، (وهو محال) أي: تخلفهما عن الإمكان محال (لما بينا، فثبت الثاني وهو: حدوثهما). إلى هنا نسخة أثبتها الإمام #.

  وتوجد في بعض النسخ متأخرة والنسخة الأخرى التي هي عوض عنها قوله #: (فذلك الإمكان إما قديم) لا أول لوجوده (أو محدث) لتقدم محدثه عليه، (ليس الأول) وهو أن يكون قديماً (لأن الإمكان لا يكون إلا مع التمكن) من فعل ذلك المقدم ذكره (والتمكن لا يكون إلا عند أن يصح الفعل والفعل لا يصح إلا بعد وجود الفاعل ضرورة، وما كان) وجوده (بعد) وجود (غيره فهو محدث، فثبت الثاني وهو حدوثه) أي: حدوث الإمكان، (ولزم) من حدوثه (حدوث لازمه) وهو السماوات والأرض وما بينهما؛ لأن ذلك لازم للإمكان، والإمكان لازم له، وانفكاك الملازمة مستحيل كما سبق ذكره.

  وهذا تمام النسخة الأخرى وهي كالأولى في المعنى.

  قال #: (وأيضاً) أي: ارجع رجوعاً فهو مصدر من قولهم: آض إذا رجع أي: ارجع رجوعاً إلى الاستدلال أي: وهذا دليل آخر وهو قوله #:

  (هما) أي: السماوات والأرض (مختلفتان) في الشكل والهيئة والارتفاع والانخفاض، وكون إحداهما للنبات وأرزاق المخلوقات، والأخرى مجرى