شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في حدوث العالم]

صفحة 272 - الجزء 1

  للفلك والنجوم والشمس والقمر ونحو ذلك مما فيه هداية ومنفعة للعالمين كما أشار إلى ذلك # حيث قال في شرحه: وكون السماوات مرتفعة سبعة أطباق بلا عماد يدعمها ولا دسار ينشطها، السماء الدنيا منها مشاهدة مزينة بزينة الكواكب مسخرة لأمر خالقها يُرى في لونها موافقةٌ للبصر؛ ليكون أعون على تقويته من كونه أخضر مائلاً إلى السواد، وطلوع الشمس وغروبها، وفي ارتفاعها وانحطاطها وفي تنقلها في البروج بأمر مدبرها وقدرة مقدرها وما في ذلك من مقادير النهار والليل والشتاء والصيف والربيع والخريف وطلوع القمر وغروبه وزيادته ونقصانه يعرف بها المواقيت والشهور ومقادير السنين والعصور ودوران الفلك الدائر وطلوع النجوم وغروبها وثبوت ثابتها بروجاً ومنازل وعلامات وشواهد لتلك البروج والمنازل وتنقل متنقلها في مجاري ثابتها مختلفة الحركات، منها ما تنقله بطيئاً ومنها ما هو أسرع مع اختلاف ذلك، ويجتمع ويفترق ومنها ما لا يغرب أبداً وليس له مطلع سوى حركة يسيرة يعرفها المتفكر ويستفيدها المتدبر.

  ثم ما أجرى الله من الحر والبرد وحصول كل واحد منهما في الوقت الذي عرفته بدوران الفلك وتنقل ما وصفت لك، ومن حيث أن الأرض ذات الطول والعرض راتبة راكدة مهاد واسعة ممتدة موطدة بالجبال الرواسي لا تميد جبالها من طين وحجارة غير ممنوعة من المشي فيها والوصول إلى منافعها التي أودعها الله سبحانه فيها من صنوف النبات والعقاقير لا يكون مثلها في السهول وجعل مدبرها سبحانه المطر والثلج ينزل عليها فيسقيها وما فيها من الكهوف ومعاقل الوحوش وما يتخذ فيها من الحصون وما ينحت منها من الحجارة للأرحية ونحوها، وما يؤخذ منها من المعادن كالذهب والفضة والبلور والفيروزج والعقيق والجزع والحديد والنحاس والصفر والرصاص والجص وغير ذلك.

  وما أودع الله الأرض من أنواع النباتات والمعادن والمياه من البحور والأنهار،