(فصل): في ذكر صفات الله العلي وأسمائه الحسنى
= ذلك ليس من قبيل استجابة الدعاء، وأن قدرتهم على ذلك مثل قدرتنا على الحركة والسكون، وهذا التفويض يسمونه الآن «الولاية التكوينية»، ويقولون: إنه إذا كان تحت إرادة الله سبحانه التكوينية فقد صار حقاً، وإنما فارقوا الغلاة به، وبعضهم يقول به في المعجزات دون خلق الإنسان ونحو ذلك، وبعضهم ينفي ذلك كله ويجعل المعجزات من قبيل استجابة الدعاء، هذا ما ظهر لي من تتبع أقوالهم، والله تعالى أعلم؛ ففي كتاب الأربعين للسيد الموسوي الخميني ص ٤٨٧ في سياق ذكره لظاهر كلام علمائهم وخاصة المجلسي قال فيه: (أن الإيمان بالتفويض في الخلق والرزق والتربية والإماتة والإحياء إلى غير الحق سبحانه كفر صريح ولا يستريب عاقل في كفر من قال به، وجعلوا الكرامات والمعجزات من قبيل استجابة الدعاء ولكنهم أجازوا التفويض إليهم في تعليم الناس وتربيتهم، وهذا البحث من الدراسات التي يقل التوغل فيها ... إلى قوله: ولكنني مضطر لكي أشير إجمالاً إلى هذا الموضوع على شكل نتيجة البرهان ولا مهرب من عدم إظهار الحق في إشارة إجمالية إلى معنى التفويض - لا بد من معرفة أنه لا فرق أبداً في التفويض المستحيل المستلزم لمغلولية يد الله وفاعلية قدرة العبد وإرادته بصورة مستقلة بين الأمور العظيمة والحقيرة، كما أن أمر الإحياء والإماتة والإيجاد والإعدام لا يمكن أن يفوض لموجود حتى إن تحريك القشة أيضاً لم يمكن أن يفوض إلى ملك مقرب ولا إلى نبي مرسل ولا إلى كائن أبداً، وأن ذرات الكائنات بأسرها مسخرة تحت إرادة الحق سبحانه الكاملة ولا استقلالية لها في عمل أبداً ... إلى قوله: وكما أننا العباد الضعاف قادرون على الأعمال البسيطة مثل الحركة والسكون فإن العباد المخلصين لله سبحانه والملائكة المجردين قادرون على أعمال عظيمة مثل الإحياء والإماتة والرزق والإيجاد والإعدام ... إلى قوله: وليس هذا من التفويض المحال، ويجب ألا نعتبره باطلاً ... إلخ. وفي كتاب (الحكومة الإسلامية) ص ٥٥: لا يلزم من إثبات الولاية والحكومة للإمام ألا يكون لديه مقام معنوي؛ إذ للإمام مقامات معنوية مستقلة عن وظيفة الحكومة وهي مقام الخلافة الكلية الإلهية التي ورد ذكرها على لسان الأئمة $ أحياناً التي تكون بموجبها جميع ذرات الوجود خاضعة أمام ولي الأمر. انتهى. وفي كتاب (منهاج الفقاهة للسيد محمد صادق الروحاني) ٤/ ٢٧٠: الأول: في الولاية التكوينية أي: ولاء التصرف التكويني، والمراد بها كون زمام أمر العالم بأيديهم ولهم السلطنة التامة على جميع الأمور بالتصرف فيها كيفما شاءوا إعداماً وإيجاداً، وكون عالم الطبيعة منقاداً لهم لا بنحو الاستقلال بل في طول قدرة الله تعالى، بمعنى أن الله تعالى أقدرهم وملكهم كما أقدرنا على الأفعال الاختيارية ... إلخ. وفي كتاب (اعتقاداتنا للميرزا جواد التبريزي): المراد بالولاية التكوينية أن نفس الولي بما لها من الكمال متصرف في أمور التكوين بإذن الله تعالى لا على نحو الاستقلال ... إلى قوله: وبالجملة فالولاية التكوينية بالمعنى الذي ذكرناه من العقائد الواضحة التي لا مجال =