شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر صفات الله العلي وأسمائه الحسنى

صفحة 341 - الجزء 1

  مداهناً فتخاذل عن النصيحة في قتال بابك إضماراً لموافقته له في ضلاله فاشتدت وطأة البابكية وهزموا جند المعتصم حتى خرج المعتصم إليهم فاستولى عليهم فصلب بابكاً وصلب أفشين بإزائه وهؤلاء البابكية هم الذين يقال إن لهم ليلة يجتمع فيها رجالهم ونساؤهم ثم يطفئون سرجهم وشموعهم ثم ينتهبون النسوان، ويزعمون أن من احتوى على شيء منهن فقد استحلها بالاصطياد فإن الصيد من أطيب المباحات.

  الفرقة الخامسة: الإسماعيلية نسبة إلى محمد بن إسماعيل لأنهم زعموا أن محمد بن إسماعيل بن جعفر ينتهي به الدور من محمد ÷ إذ هو السابع لأن الأول هو أمير المؤمنين والثاني الحسن والثالث الحسين والرابع علي بن الحسين والخامس محمد بن علي والسادس جعفر والسابع هو محمد بن إسماعيل بزعمهم فقد استكمل الدور به وأكثرهم أثبت له النبوة وهو الناسخ لهذه الشريعة عندهم.

  الفرقة السادسة: السبعية وهو نسبة لهم إلى هذه الأعداد السبعة وسبب تلقيبهم بهذا أمران: أحدهما: أنهم ذهبوا إلى أن أدوار الإمامة تنتهي بالسابع ثم بعده دور آخر يستكمل بالسابع أيضاً إلى ما لا آخر له ولا غاية لانقطاعه.

  وثانيهما: أنهم زعموا أن تدبير العالم السفلي وهو ما يحويه حشو فلك القمر إنما هو بالأفلاك السبعة التي هي زحل والمشتري والمريخ ثم الشمس ثم الزهرة ثم عطارد ثم القمر وهو أدناها إلينا وهذه المقالة مسترقة من ملحدة المنجمين.

  الفرقة السابعة: المحمّرة لقبوا بهذا لأمرين أحدهما أنهم كانوا في أيام بابك قد لبسوا هذه الثياب المصبوغة بالحمرة وكانت شعاراً لهم.

  وثانيهما: أنهم لما زعموا اختصاصهم بعلم الباطن وأن من خالفهم من أهل الحق حمير وجهال سموا محمرة ولعل الأول أصح.

  الفرقة الثامنة: التعلمية، لقبوا بهذا لما ذهبوا إلى إبطال أحكام العقول والنظر وزعموا أنه لا يوصل إلى شيء من العلوم إلا بتعليم الإمام المعصوم وأنه بمنزلة