شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر صفات الله العلي وأسمائه الحسنى

صفحة 342 - الجزء 1

  الرسول في وجوب التصديق به.

  الفرقة التاسعة: الخرمدينية لقبوا بهذا كما لقبوا بالخرمية وهذا الاسم أعني الخرمدينية كان لقباً لطائفة من المجوس الذين استحلوا كل محظور في الشرع، فلما تابعهم هؤلاء في اعتقادهم لقبوا بلقبهم.

  الفرقة العاشرة: الشروينية يقولون بالإباحة أيضاً لقبوا بهذا لأنهم يزعمون أن لهم نبياً كان قبل الإسلام يقال له شروين وزعموا لعنهم الله أنه أفضل من نبينا ÷ ومن سائر النبيين À.

  قال الإمام يحيى #: وقد اتفق نقلة المقالات قاطبة على أن دعوة هؤلاء الباطنية ومذاهبهم لم يفتتحها أحد ينسب إلى ملة ولا نحلة وإنما السبب في نصبها هو أن جماعة من الثنوية وطائفة من المجوس وشرذمة من الملاحدة وفرقاً كثيرة من ملحدة الفلاسفة الإسلاميين وجماعة من المزدكية لما اشتد عليهم البلاء بانبساط خطة الإسلام واستيلاء المسلمين وظهور أمرهم وقهرهم لسائر الأديان وانتشار دعوة رسول الله ÷ في جميع الأقاليم حتى أخرسوا ألسنتهم عن النطق بما هم يعتقدونه من الكفر من إنكار الصانع وتكذيب الرسل $ فيما جاءوا به فأجالوا قداح الحيلة وضربوا سهام الرأي في استنباط أمر يكون فيه تخفيف ما نابهم من قهر المسلمين وقوة سلطانهم فعمدوا إلى الروافض واعتقدوا معتقداتهم ودعوا إلى محبة أهل البيت والتظلم لهم والدعاء إلى نصرتهم ثم أخذوا في التشكيك في التعلق بظواهر الأمور الشرعية من الكتاب والسنة وادعوا أن تحتها رموزاً وأسراراً لا يطلع عليها إلا الخواص ولهم حيل ومكائد كثيرة مختلفة مرتبة يستدرجون بها ضعفة الناس ويصيدون بها الأغمار قد ذكر بعضها الإمام # في الشامل.

  وإلى هنا انتهى ما أردت نقله من كلام الإمام يحيى # في ذكر مذاهب المخالفين لملة الإسلام، وقد عرف الرد عليهم بما سبق ذكره في فصل صفات الله تعالى فلا وجه لإعادته.