شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى

صفحة 356 - الجزء 1

  وأيضاً فنقول لهم: ألستم قد وصفتموها بأنها أمور زائدة على ذاته تعالى، فكونها زائدة وصف لها ككونها محدثة أو قديمة فما الفرق بين وصف ووصف؟

  قال #: قال (أبو الحسين البصري: بل هي) أي: صفات الله تعالى (مزايا لا هي الله تعالى ولا غيره) قال النجري في شرحه على القلائد: اعلم أن الصفة والحال والمزية في الاصطلاح بمعنى واحد وربما استعملت المزية وأريد بها غير الصفة كما يقول أبو الحسين ومن يقول بقوله إن لله تعالى بكونه قادراً وعالماً وحياً ونحوها مزايا، ونفى أن يكون له بها صفات، ومن ثم سمي هو وأصحابه أصحاب المزايا.

  قال: والصفة لها في الاصطلاح معنيان أعم وهو المزية التي تعلم الذات عليها وهذا يشمل الحكم، وأخص وهو المزية التي تعلم الذات عليها لا باعتبار غير أو ما يجري مجراه فالحكم بين الغيرين كالمماثلة بين المتماثلين والمخالفة بين المتخالفين، والحكم المعلوم بين غير وما يجري مجراه كصحة وجود المقدور فإنه حكم يعلم بين ذات المقدور وبين وجوده والوجود ليس غيراً حقيقياً لأنه صفة لكنه يجري مجرى الغير.

  وقال الإمام يحيى # في الشامل ما لفظه: وذهب الشيخان أبو الحسين ومحمود الخوارزمي إلى أن هذه القادرية حالة زائدة على ذات القادر لا حقيقة لها ولا ثبوت⁣(⁣١) شاهداً وغائباً، وأن صحة الفعل من جهة القادر ليس أمراً إضافياً إلى هذه الذات كما زعمه أصحاب أبي هاشم وإنما المرجع به إلى أن القادر لا يستحيل عليه الفعل عند داعيه فحقيقته راجعة إلى أمر سلبي كما ذكرناه وهذا السلب تارة يعلل بالذات كما في حق الله تعالى وتارة يعلل بالبنية كما في حق الواحد منا من غير أمر زائد على ذلك.


(١) قال في هامش الأصل: أي: ليست حالة زائدة على ذات القادر، والله أعلم.