شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى

صفحة 358 - الجزء 1

  وقولكم: ليست إياه ولا غيره مناقضة ظاهرة.

  قالوا: إنما هي قائمة بذات الله لا على وجه الحلول.

  قلنا: يستحيل أن يقوم الشيء بالشيء ولا يكون حالاً فيه ولا إياه ولا غيره، فإثبات مثل ذلك توهم وخرص ومكابرة للعقول.

  واعلم أن هذه الرواية عنهم أعني قولهم إنها قائمة بذات الله تعالى رواية الإمام المهدي # والنجري والإمام # وذكر القرشي في منهاجه ما لفظه: واتفق أهل الجبر على أنه يستحقها لمعان، ثم اختلفوا: فقالت الصفاتية: لا توصف بقدم ولا غيره؛ لأنها صفات.

  وقال ابن كلاب⁣(⁣١): أزلية.

  وقال الأشعري: قديمة.

  واتفقا على أنها لا هي الله ولا هي غيره، ولا بعضها هو البعض الآخر ولا غيره.

  وقالت الكرامية: قديمة أغيار لله تعالى أعراض حالة في ذاته. انتهى كلامه.

  وقريب من هذا ذكر الإمام يحيى # في كتاب الشامل إلا أنه قال: إن الأشعرية فريقان الفريق الأول قالوا إن لله تعالى صفات بكونه تعالى قادراً وعالماً وحياً زائدة على ذاته وإنه يستحق هذه الصفات لمعان قديمة.

  قال: وهذا هو مذهب القدماء منهم، وابن الباقلاني من المتأخرين.

  والفريق الثاني كالغزالي والجويني والرازي ذهبوا إلى أن العلم هو نفس


(١) عبد الله بن سعيد ويقال عبد الله بن محمد أبو محمد بن كلاب القطان ذكره ابن النجار فى تاريخ بغداد ذكر من لا يعرف حاله فقال ذكره محمد ابن إسحاق النديم فى كتاب الفهرست وقال: إنه من أئمة الحشوية، وله مع عباد بن سليمان مناظرات، وكان يقول: إن كلام الله هو الله، وكان عباد يقول: إنه نصراني بهذا القول. ووفاة ابن كلاب فيما يظهر بعد الأربعين ومائتين بقليل. (طبقات الشافعية باختصار).