شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى

صفحة 359 - الجزء 1

  العالمية والقدرة هي نفس القادرية خلا أنهم قالوا: إن القادرية والعالمية والحيية ليست مضافة إلى الذات وإنما هي صفات مستقلة بأنفسها عندهم.

  قال: وإنما يتحقق الخلاف بيننا وبين الكرامية والفريق الأول من الأشعرية لَمَّا قالوا بالعلة والمعلول فإنهم أثبتوا هذه الصفات لذاته تعالى، وقالوا إن المؤثر فيها معان قديمة مغايرة لها.

  فأما الكلابية والفريق الثاني من الأشعرية فيقرب أن يكون الخلاف بيننا وبينهم لفظياً. انتهى.

  ولم يذكر عنهم أنها قائمة بذاته تعالى، فعلى هذا لا فرق بين قولهم ما خلا الكرامية وبين قول المعتزلة في أن صفاته تعالى أموراً ومزايا زائدة على ذاته تعالى إلا باختلاف اللفظ والعبارة فقط، فاعرف ذلك.

  وقالت (الكرامية) من المجبرة: (بل) صفات الله (معان قديمة) أي: غيره حالة فيه تعالى عن ذلك.

  (قلنا) رداً عليهم: (يلزم) من قولكم هذا ثبوت (آلهة) مع الله سبحانه، (ولا إله إلا الله؛ لما يأتي) بيانه وتصحيحه (إن شاء الله تعالى).

  (قالوا) أي: من تقدم ذكره من المخالفين في صفاته تعالى: (لو كانت) أي: صفات الله (هي ذات الله لما وجب) علينا (تكرير النظر بعد معرفتها) أي: معرفة الذات والمعلوم أنه يجب تكرير النظر بعد معرفة ذات الله في صفاته وأفعاله.

  (قلنا) رداً عليهم: (ذات الله هي الله) لا غيره ولا بعضه إذ لا يوصف بالبعضية إلا المحدثات، (ولم يعرِف الله تعالى من لم يكرر النظر، فتكرير النظر لم يكن بعد معرفة ذات الله حينئذٍ) فكيف يصح دعواكم معرفة ذات الله سبحانه من دون معرفة كونه موجوداً عالماً قادراً حياً ونحو ذلك.

  واعلم أنه قد تقدم ذكر بعض ما ذهب إليه بعض المعتزلة من حقائق الصفة في فصل المؤثرات وفي ذكر صفات العالم وصفات الله سبحانه وتعالى فلا وجه