شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 390 - الجزء 1

  وفي تكذيب أهل هذا القول نزل قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ...} الآية [آل عمران: ١٨١].

  وحكى بعض الأئمة $ أن أهل هذا القول صدر منهم ذلك على جهة التهكم بالقرآن من دون اعتقاد منهم في ذلك.

  (قلنا) في الجواب على من سبق ذكره من الكفار: (لم يجبر الله تعالى) أي: لم يقسر (من عصاه) على طاعته حيث أمرهم بطاعته، فلو كان تعالى محتاجاً إلى الطاعة لأجبرهم عليها مع قدرته على ذلك.

  (و) كذلك فإنه تعالى (لم يوجد كل الأشياء دفعة) فلو كان تعالى محتاجاً إلى الأشياء لأوجدها دفعة (مع القدرة) منه تعالى (على إجبار من عصاه، و) مع القدرة (على إيجاد كل الأشياء دفعة)؛ لأنه قد ثبت أن الله سبحانه قادر على كل شيء من جميع المقدورات، (و) مع (عدم المانع) له تعالى عن ذلك؛ لأن ما سواه مملوك مربوب محتاج إليه في جميع الحالات.

  (فدل ذلك) أي: ما ذكرناه من عدم إجباره العصاة على الطاعة وعدم إيجاد الأشياء دفعة مع القدرة وعدم المانع (على غناه) سبحانه وأنه ليس بمحتاج.

  (و) يدل على كونه غنياً (أيضاً) أنه (لا يحتاج إلا ذو شهوة أو نفار و) الشهوة والنفار من أوصاف الأجسام، إذ (هما عرضان لا يكونان إلا) حالين (في جسم، والله تعالى ليس بجسم لما) قد تقرر في أثناء ما تقدم، وما (يأتي إن شاء الله تعالى).

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

  قال #: قالت (العترة وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم) من سائر الفرق وهو قول الصحابة والتابعين ودين جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين: (والله تعالى لا يشبه شيئاً من خلقه) هذا شروع منه # فيما يجب نفيه عن الله سبحانه من صفات النفي:

  الأولى: أنه تعالى لا يشبه شيئاً من خلقه فلا يجوز أن يكون تعالى جسماً ولا عرضاً