شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 397 - الجزء 1

  من التجسيم لله تعالى عن ذلك علواً كبيراً.

  (و) قال (بعض الكرامية): إنه تعالى (بجهة فوق).

  قال الإمام يحيى # في الشامل: اختلف القائلون بالجهة فمنهم من ذهب إلى أن ذاته تعالى كائنة في كل مكان، وأنه فضاء بلا نهاية.

  قلت: وهؤلاء هم عباد الأهوية لاعتقادهم أن الهواء هو ربهم.

  قالوا: لأنه محيط بالأشياء فيه كل شيء وهو مع كل شيء.

  قالوا: وجدنا فيه الحياة وعند انقطاعه الموت.

  قال الإمام يحيى #: ومنهم من قال: إنه تعالى في جهة دون جهة ومكان دون مكان، ثم اختلف هؤلاء فمنهم من قال: هو في جهة فوق العرش مماس للعرش.

  ومنهم من ذهب إلى أنه تعالى في جهة فوق لا بمعنى أنه شاغل لجهة فوق.

  قال: واعلم أن التحقيق في كونه تعالى حاصلاً في جهة الفوق إما على جهة المماسة للعرش وإما على جهة المباينة لذاته للعرش ببعدٍ متناه هو مقالة الكرامية فإن مقالتهم لا تخلو عن أحد هذين الوجهين.

  قال: وأما الهيصمية⁣(⁣١) فقد زعموا أن ذاته تعالى مباينة للعرش ببعد متناه.

  قال: ولا أعلم أحداً من القائلين بالجهة زعم أنه تعالى في جهة السفل إلا ما يحكى عن الحلولية كما نحكي مذاهبهم في ذلك بمعونة الله تعالى.

  قال: واتفقت الكرامية على أن الله تعالى يصح أن يكون محلاً للحوادث.

  وأما المعتزلة فقد أجمعوا على تجدد الأحوال في حق ذاته تعالى.

  فأما الشيخ أبو هاشم وأصحابه فقد قالوا بتجدد الأحوال نحو المدركية والمريدية والكارهية.


(١) قال في الشافي عند تعداد فرق الكرامية: ومنهم الهيصمية ينسبون إلى محمد بن الهيصم وهو وجه هذه الطائفة ... إلى قوله: ولم يكن لهؤلاء سلف ولا كان فيهم علماء ... إلخ.