[معنى العرش]
  تعالى في قوله: {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ٢٦}[النمل]، مجاز لأنه (عبارة عن عز الله [تعالى] وملكه) كما قال المرتضى لدين الله محمد بن يحيى الهادي # في الإيضاح: وسألتم عن العرش وما يقال فيه إن ملائكة الله تطوف به في السماء؟
  قال محمد بن يحيى #: ليس يقول بذلك إلا جاهل غير عارف بلغة ولا مقيم على ذلك بينة، والعرش فإنما هو الملك والله المالك لما في السماوات والأرض ليس ثَمّ عرش موضوع كما يقول الجهال، وإنما أراد ø بالعرش أي: ملكه ومقدرته على جميع ما خلق وبرأ، وقد ثبت عندكم في تفسير العرش لجدي القاسم بن إبراهيم # وللهادي إلى الحق رحمة الله عليهم كتابان فيهما تفسير ذلك فاستغنينا بوقوعه عندكم عن إعادته في كتابنا إليكم وستجدونه إن شاء الله عند بعض إخواننا وإخوانكم. انتهى
  (وذلك) أي: التعبير بالعرش عن عز الله وملكه (ثابت لغة) أي: في لغة العرب، (قال ربيعة بن عبيد)(١):
  (إن يقتلوك فقد ثللتَ عروشَهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب)
  أي هدمت عروشهم، والمراد ملكهم وعزهم، أي: إن يقتلوك فقد فعلت بهم ما أزال عزهم وملكهم وهو قتلك لعتيبة الذي هو رئيسهم وأساس مجدهم، (وقال زهير بن أبي سلمى:
  تدراكتما عبساً وقد ثل عرشها ... وذبيان قد زلت بأقدامها النعل)
  (وقال رجل من بني كلب: رأوا عرشي) أي: عزي وسلطاني (تثلَّم جانباه) أي: تهدم وتخرم جانباه، (فلما أن تثلم أفردوني) أي: خذلوني وتركوني مفرداً.
  ولا يخفى أنهم لم يقصدوا بالعرش في مثل هذا السرير وإنما قصدوا العز والملك وعلو المنزلة والشأن.
(١) هو من بني نصر بن قعين وليس في العرب ربيعة غيره. (من هامش الأصل).