[المقدمة]
  السبط بن أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب $.
  (﷽) قال في شرحه: ابتدأت كتابي هذا واستصحبت متبركاً باسم الله إله الخلق المختص بأن يوصف بالرحمن مطلقاً، وبالرحيم غير مضاف حيث وسعت رحمته في الدنيا كل شيء رزق المطيع والعاصي، وكتبها في الآخرة لمن مات مؤمناً من عباده، قال تعالى: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ١٥٦}[الأعراف].
  قلت: ولفظ الله اسم للباري تعالى بإزاء مدح مختص به تعالى، كما يأتي بيانه - إن شاء الله تعالى -، وهذا قول من الله سبحانه على ألسن العباد تعليماً منه - جل وعلا - لهم كيف يدعونه، ويستعينون به ويتضرعون إليه، ويتبركون بأسمائه، والقرآن الكريم مملوء من نحو هذا نحو الفاتحة إلى آخرها وغير ذلك، وقد أردف # التسمية بالتحميد، اقتداء بالكتاب المجيد، وعملاً بروايات حديث الابتداء كلها، ففي رواية: «كل أمر لم يبدأ فيه بـ «﷽» أقطع»(١)، وفي رواية: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم»(٢)، وفي رواية: «كل أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله فهو أبتر - أو قال: أقطع -»(٣).
(١) بهذا اللفظ في كنز العمال للمتقي الهندي: (١: ٥٥٥) وعزاه إلى الرهاوي في الأربعين. وأخرجه محمد بن منصور المرادي في الذكر: ٥٧ بلفظ: «كل كلام لايفتتح بذكر الله فهو أبتر - أو قال: أقطع». ورواه الإمام يحيى بن حمزة في الانتصار: (١: ٧٦٨) بلفظ: «كل أمر لا يبدأ فيه ببسم اللّه فهو أبتر» وقيل: «أجذم».
(٢) بهذا اللفظ في سنن أبي داود: (٤: ٢٦١) رقم (٤٨٤٠) وسنن ابن ماجه: (١: ٦١٠) رقم (١٨٩٤) والطبراني في الكبير: (١٩: ٧٢) رقم (١٤١) بلفظ: «كل أمر لا يبدأ فيه بالحمد أقطع أو أخزم» والبيهقي في شعب الإيمان: (٦: ٢١٤) رقم (٤٠٦٢) بلفظ: «كل أمر لا يبدأ فيه بالحمد أقطع». وفي صحيح ابن حبان: (١: ١٧٤) رقم (٢): «.. بحمد الله أقطع».
(٣) بهذا اللفظ في مسند أحمد: (١٤: ٣٢٩) رقم (٨٧١٢) وأضاف: «أو قال: أقطع». وفي جامع معمر بن راشد: (١١: ١٦٣) رقم (٢٠٢٠٨) بلفظ: «كُلُّ حَدِيثٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِذِكْرِ اللَّهِ فَهُوَ أَبْتَرُ» وفي مصنف عبد الرزاق: (٦: ١٨٩) رقم (١٠٤٥٥) بلفظ: «كُلُّ كَلَامٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِذِكْرِ اللَّهِ، فَهُوَ أَبْتَرُ».