شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 412 - الجزء 1

  إلى قوله #: وما إمساك الله للسماء في مستقرها بعظمها وجسمها ورحبها، إلا كإمساك الطير في جو السماء.

  إلى قوله #: فإن قال قائل: فإذا قلتم: إن العرش هو الله؛ فما معنى قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}⁣[طه: ٥]، وقوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء}⁣[هود: ٧].

  قلنا: إنما قلنا: إن العرش هو الله إذ كان العرش اسماً يدل على الله؛ لأن العرش من صفات الملك، وليس هو عرش مخلوق، وإنما هو اسم من أسماء الملك يدل على ملك الله. ومعنى يدل على ملك الله أنه يدل على الله، إذ هو الملك بنفسه، فكان في المعنى عندنا سواء أن يقول القائل: لا ملك إلا ملك الله، أو يقول: لا عرش إلا عرش الله؛ لأنه في المعنى أن العرش علو الله على جميع الأشياء بنفسه.

  وإنما مثّل الله علوه على جميع الأشياء وإحاطته بها، كعلو الملك على سرير إذا استعلى فوقه في المثل، وليس في الشبه والصفة إلا في المثل، والعرش الذي ذكره الله ø هو مثل ضربه الله في استوائه على ملكه.

  إلى قوله #: فإن قال قائل: فما معنى قوله: {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}⁣[التوبة: ١٢٩]؟ وقوله: {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}⁣[المؤمنون: ١١٦]؟

  قلنا له: معنى ذلك عندنا كمعنى قوله: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}⁣[الصافات: ١٨٠]، وهو العزيز بنفسه. وكذلك قلنا: إن العرش هو الملك، وهو الملك بنفسه. ومعنى رب الملك ورب العزة أي: مالك الملك ومالك العزة، يريد صاحب الملك وصاحب العزة.

  إلى قوله #: ومعنى قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء}⁣[هود: ٧]، يريد أنه كان المحيط بالماء من قبل خلقه للأرض والسماء، فذلك العرش المحيط بالماء، لم يتغير عن حاله، ولم يزل هو المحيط بالماء، والمحيط من بعد الماء بالأرض والسماء.

  انتهى ما أردت نقله من كلام الهادي # وهو كثير في هذا المعنى وهو موافق