شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 414 - الجزء 1

  ولقد بنت لي عمتي في مأرب ... عرشاً على كرسي ملك متلد

  أي: قديم.

  (وقيل: بل) الكرسي (قدرته) أي: قدرة الله تعالى واقتهاره.

  (وقيل: بل) هو (تدبيره) تعالى.

  وهذه الأقوال قريبة من القول الأول إذ علم الله سبحانه وملك الله وقدرته وتدبيره في المعنى متقاربة.

  وقالت (الحشوية: بل العرش سرير، والكرسي دونه) أي: أصغر منه.

  (قلنا) جواباً عليهم: إذاً يكون خلقهما عبثاً لاستغنائه تعالى عنهما؛ لأنه (لا يحتاج إلى ذلك إلا المخلوق) للقعود عليهما؛ (لما مر) من أن الله سبحانه غني عن كل شيء وأنه ليس بجسم ولا عرض ولا يشبه الأجسام ولا الأعراض، وأن الأسرة وما دونها من الكراسي تختص بالمخلوقين.

  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى بن المرتضى (# وغيره) من المتأخرين: (يجوز أن يكونا) أي: العرش والكرسي (قبلتين للملائكة $.) كما أن الكعبة قبلة للبشر يتعبدهم الله سبحانه بتعظيمهما كما تعبد البشر بتعظيم البيت العتيق.

  قال المهدي #: وهو موافق لأصول أصحابنا أن في خلقهما لطفاً للملائكة.

  ثم قال في آخر الكلام: والحق أن حمله على التشبيه المجازي أولى.

  (قلنا) جواباً على المخالف: (لا دليل) على كونهما قبلتين، (ولا وثوق برواية


= بها. (ملوك حمير وأقيال اليمن القصيدة الحميرية لنشوان الحميري وشرحها باختصار). وقال في اللآلئ المضيئة عند ذكر التبابعة وفي قوله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ}⁣[ق: ١٤]، قالوا: والمراد به هنا أسعد الكامل، ومن هنا اعتقد بعض الناس أنه نبي، ومن الناس من يقول هو عبد صالح، وكثير من العلماء يترحم عليه. انتهى بلفظه.