شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فرع): يتفرع على كونه تعالى لا يشبه شيئا

صفحة 415 - الجزء 1

  الحشوية) حيث رووا أن العرش سرير والكرسي دونه.

  وروى بعضهم أن للعرش ألف ألف رأس وستمائة ألف رأس في كل رأس ألف ألف وجه وستمائة ألف وجه في كل وجه ألف ألف فم وستمائة ألف فم في كل فم ألف ألف لسان وستمائة ألف لسان كل لسان يسبح الله تعالى بألف ألف لغة وستمائة ألف لغة.

  قالوا: وبين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب ومائة ألف حجاب بين كل حجابين كما بين السماء والأرض إلى آخر ما افتروه، ولا يخفى كذبهم في ذلك على أهل العقول ومصادمته لما نزل به القرآن الكريم.

(فرع): يتفرع على كونه تعالى لا يشبه شيئاً

  قال (أكثر العقلاء) من أهل الإسلام وغيرهم: (والله) تعالى (ليس بعض خلقه) لما قد تكرر ذكره من أنه تعالى ليس بجسم ولا عرض.

  وقال (بعض النصارى: بل اتحد بالمسيح) عيسى بن مريم @ (فصار إياه) ثم اختلفوا في ذلك الاتحاد فبعضهم قال: اتحد به مشيئة أي: صارت إرادتهما واحدة وكراهتهما واحدة وإن كانا مختلفين من حيث الذات فجوهر اللاهوت غير جوهر الناسوت، وهؤلاء هم بعض النسطورية منهم.

  وبعض النصارى قال: بل اتحد به ذاتاً أي: صار جوهر اللاهوت وجوهر الناسوت شيئاً واحداً، ثم اختلف هؤلاء في هذا الاتحاد فمنهم من قال: إنه اتحد به وحدة نوعية ويقولون: إن جوهر اللاهوت دخل في جوهر الناسوت واتخذه له هيكلاً، وربما قالوا: إن جوهر اللاهوت ادّرع جوهر الناسوت كما يدرع الدهن السمسم.

  ومنهم من قال: إنه اتحد به وحدة حقيقية أي: صار الجوهران جوهراً واحداً وهؤلاء هم اليعقوبية، وقد اختلفوا في عبادة المسيح وقتله وصلبه على حسب اختلافهم في الاتحاد، فمن قال بالاتحاد وحدة حقيقية قال بأن المسيح يعبد على