(فرع): يتفرع على كونه تعالى لا يشبه شيئا
  الحقيقة، وأنه هو المصلوب والمقتول حقيقة وهو قول اليعقوبية.
  ومن قال: إنه وحدة نوعية قال بأنه يعبد من جهة لاهوتيته دون ناسوتيته، وأنه صلب وقتل من جهة ناسوتيته دون لاهوتيته وهو قول النسطورية والملكية ذكر هذا بلفظه النجري في شرحه على المقدمة.
  روي(١) أن فرقهم المشهورة: يعقوبية، ونسطورية، وملكية، وصابية، وسبب تسميتهم بذلك أنه لما قتل عيسى # على زعمهم اختلفوا فجمعوا علماءهم للتراود في أمره، فحكّموا أربعة منهم: صاب آرام يعقوب، ونسطورس، وقسيساً، وإسرائيل، فاختلف هؤلاء فقال يعقوب: المسيح هو الله وتبعه طائفة، وقال نسطورس: هو ابن الله وتبعه طائفة، وقال إسرائيل: هو ثالث ثلاثة فتبعه طائفة منهم الملك فكانوا الأكثر، وقال قسيساً: بل هو ابن مريم روح الله وكلمته وعبده ورسوله فاتبعه الأقل وقليل ما هم فصارت فرقهم الكفرية ثلاثاً، وتحقيق مذاهبهم في كتاب منية السول والأمل وغيره.
  وسيأتي كلام الإمام يحيى # في ذكر فرقهم أنها أربع كفرية: ملكانية، ويعقوبية، ونسطورية، وأرمنوسية.
  وقال # في الشامل: ومما يدل على بطلان قول اليعقوبية بالاتحاد والممازجة النسخة المشهورة عنهم لإيمانهم وحاصلها قولهم: نؤمن بالله الواحد الأب مالك كل شيء صانع ما يُرى وما لا يرى، ونؤمن بالرب الواحد اليسوع المسيح ابن الله الذي ولد من أبيه الذي بيده أتقن العوالم كلها وليس بمصنوع إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقن العوالم كلها وخلق كل شيء الذي من أجل خلاصنا معشر الناس نزل من السماء وتجسد في روح القدس وصار إنساناً وحُبِل به وولد وقتل وصلب وقام بعد ثلاث وصعد إلى السماء وجلس عن يمين
(١) قال في (ب): وروى.