[معنى اللوح]
  تعالى) ولا لوح على الحقيقة بل هو مجاز عبارة عن علمه تعالى، شبه تعالى حفظه للقرآن بالشيء المكتوب في اللوح؛ لأن المخلوق إنما يعقل حفظ الكلام عن الزيادة والنقصان والتحويل والتبديل بكتابته في لوح أو غيره فعلى هذا يكون من المجاز التمثيلي والله أعلم.
  قال القاسم بن إبراهيم #: وأما اللوح المحفوظ فهو علم الله المعلوم.
  وقال الإمام العالم الكبير محمد بن القاسم بن إبراهيم الرسي # في تفسير سورة البروج: «واللوح هاهنا مثل من الأمثال يفهمه من يعقل إن شاء الله تعالى من أولي الألباب وإنما أراد الله بذلك والله أعلم أن القرآن محفوظ ثابت كحفظ ما في اللوح من أن يزاد فيه أو ينقص منه ألا ترى كيف يقول تبارك وتعالى في خبره عنه: محفوظٌ، وما حفظه الله فهو المحفوظ الحفظ الحريز الممنوع. انتهى.
  قلت: يشير # إلى قراءة نافع وهي قراءة أهل المدينة وهي معتمد أئمتنا $ وهي برفع محفوظ على أنه صفة لقرآن وهو الحق.
  وقالت (الحشوية) وبعض المعتزلة ومن تابعهم: (بل هو على حقيقته، وهو أول مخلوق) من زبرجدة خضراء ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة نظرة يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء.
  قال الكسائي(١): أراد ينظره إسرافيل.
  قال الإمام المهدي #: وهو صحيح لما روي عنه ÷: «ما من شيء قضاه الله إلا وهو في اللوح المحفوظ وهو بين يدي إسرافيل لا يؤذن له في النظر
(١) علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي بالولاء، الكوفي، أبو الحسن الكسائي: إمام في اللغة والنحو والقراءة، من أهل الكوفة. ولد في إحدى قراها، وتعلم بها. وقرأ النحو بعد الكبر، وتنقل في البادية، وسكن بغداد، وتوفي بالري ١٨٩ هـ عن سبعين عاماً. أصله من أولاد الفرس. له تصانيف، منها: معاني القرآن «القراءات»، ومختصر في النحو، والمتشابه في القرآن. (الأعلام للزركلي باختصار).