شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[المقدمة]

صفحة 44 - الجزء 1

  أن الباء مشتركة وحملها على أحد معانيها دون الآخر بلا دليل تحكم، والدليل على كونها للمصاحبة هنا أو للتسبيب أو غيرهما معدوم؛ فمعنى قوله تعالى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} ونحوه: ونحن نسبحك بذكر صفاتك الذاتية وغيرها، وهذا هو معنى ما ذكرنا ولا يكون الحمد لله تعالى منا إلا على ما أنعم فهو جزء من الشكر ومن جملة النعم بلاؤه الحسن {وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا}⁣[الأنفال: ١٧]، كما في كتابه العزيز.

  والمدح يكون على النعم كالحمد وقد يكون على صفة الكمال؛ فالحمد هو نفس المدح بجميع الصفات على ما أنعم الله سبحانه، والمدح هو بجميع الصفات أيضاً لا على ما أنعم فقط بل مطلقاً فهما شيء واحد باعتبار منشأيهما، وفوق العمومية في المدح، والخصوصية في الحمد، باعتبار موجبهما والله أعلم. انتهى كلامه #.

  وقال الإمام شرف الدين⁣(⁣١) # في تحقيق الحمد والمدح ما لفظه: الحمد هو الثناء الحسن والوصف الجميل على الفضائل وهي الصفات الحميدة، والفواضل وهي النعم المفيدة، كل ذلك مما يكون بالاختيار كفضيلة العلم والسخاء


(١) هو الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام أحمد بن يحيى المرتضى $، ولما توفي الإمام محمد بن علي الوشلي فزع أتباعه إلى السيد العلامة علي بن صلاح بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد فطلبوا منه القيام فلم يسعدهم إلى ذلك، فاجتمعوا إلى الإمام شرف الدين فبايعوه في حادي عشر يوماً من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وتسعمائة، وانتصر الإمام يحيى شرف الدين على عامر بن عبد الوهاب بعد حروب شديدة، وظفره الله عليه، وكان خروج الجراكسة والأتراك. توفي #: سنة خمس وستين وتسعمائة عن سبع وثمانين، مشهده في بلاد حجة بمشهد جده. وللإمام الأنوار الثاقبة والأنظار الصائبة في جميع العلوم، منها: الأثمار هذب به الأزهار، وهو مالك زمام الفصاحة والبيان، وكاشف لثام البلاغة والتبيان، وله قصص الحق في سيرة سيد الخلق وله الآثار الحسنة، والمصالح العامة، وأيامه هي الأيام الخضر النضره، التي كانت فيها حياة العلم والدين والدنيا. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).