شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 435 - الجزء 1

  السيد مانكديم #: وقيس هذا مطعون فيه من وجهين: أحدهما: أنه كان يرى رأي الخوارج، ويروى أنه قال: «منذ سمعت علياً على منبر الكوفة يقول: (انفروا إلى بقية الأحزاب)، يعني أهل النهروان دخل بغضه في قلبي ومن دخل بغض أمير المؤمنين قلبه فأقل أحواله أنه لا يعتمد على قوله، والثاني قيل إنه خولط في عقله آخر عمره والكَتَبَة يكتبون عنه على عادتهم في حال عدم التمييز.

  وقال الشيخ أحمد بن محمد الرصاص: إنه لا يرجع في أصل هذا الخبر إلا إلى قيس بن أبي حازم وهو غير عدل لبغضه علياً # ولأنه كان متولياً لبني أمية ومعيناً لهم على أمرهم. وقال الفقيه يحيى حميد في كتاب تنقيح الفوائد بعد ذكره لهذا الخبر برواية جرير بن عبدالله: وقد روي هذا الخبر في البخاري⁣(⁣١) من رواية


= ذكره للجواب على هذا الحديث والكلام على رواته ما يلي: وجرير بن عبدالله هذا هو الذي لحق بمعاوية وأحرق علي # داره، فثبت أن راويه ليس بعدل ولا ضابط؛ إذ لم يسلم إسناده عن المطاعن، ولا كان راويه وهو جرير بن عبد الله عدلاً؛ لأنه خالف الحق وخرج على أميرالمؤمنين #، ولحق بمعاوية. انتهى بلفظه.

(١) محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله: ولد في بخارى (١٩٤ هـ) ونشأ يتيما، وقام برحلة طويلة (سنة ٢١٠) في طلب الحديث، فزار خراسان والعراق ومصر والشام وأقام في بخارى، فأخرج إلى خرتنك (من قرى سمرقند) فمات فيها (٢٥٦ هـ). (تمت الأعلام للزركلي). وقال في لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #: هو أبو عبدالله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، كان المغيرة مجوسياً على دين قومه، أسلم على يد اليمان الجعفي ببخارى، فنسب إليه للولاء. وقال أيضاً في موضع آخر: محمد بن إسماعيل البخاري، تكلم فيه شيخه، وشيخ مشائخهم، الذي هو مقبول عندهم لا ينكر، محمد بن يحيى الذهلي. فمن كلامه فيه: من ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري، فاتهموه فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه. وقوله: من يقربه فلا يقربنا. وترك محمد بن إدريس الرازي وأبو زرعة حَدِيْثَه، لما كتب إليهما محمد بن يحيى بذلك. والبخاري رمى محمد بن يحيى الذهلي بالكذب، ثم اعتمده في صحيحه ودلسه، فكان يقول: محمد بن عبدالله، نِسْبَةً إلى جده. وهذا عندهم مشهور، واضح غير منكور، ذكره الذهبي وغيره. وقد ذكر تدليسه في نسبته إلى جده كثير من الحفاظ، كابن حجر في مقدمة الفتح، وذكر أن الحاكم وغيره جزموا بذلك في مواضع عدة، وهذا تدليس عجيب. ثم قال وقالوا: اعتمد البخاري على كثير من أهل الإرجاء، وغيرهم من أهل التدليس، ومجاهيل، ومتكلم فيهم. فالذين تكلم فيهم بالجرح بحق وباطل ممن =