(فصل): [في استحالة الفناء على الله]
  تابعه، أو بوجوب صفاته الأربع في حقه تعالى دون غيره فإنها جائزة في حقه تعالى على قول أبي علي ومن تابعه مع تصريح البهشمية بالاقتضاء والإيجاب، وأن الباري لا يستحق صفة لذاته غير الصفة الأخص، وأن من لم يعلمها فهو جاهل بالله وكافر به.
  وقولهم(١) في الصفة الأخص إنها لا شيء ولا لا شيء إلى آخر ما ذكروه فيها لا ينقض ما قطعوا به وجزموا من أن صفاته تعالى مقتضاة عنها، ومع قطعهم وجزمهم بأن ذوات العالم وأصوله ثابتة في الأزل على حد ثبوت الله وأنها مشاركة لله سبحانه في ذلك.
  وقولهم بأنها ثبتت هي وصفاتها الذاتية لها من صفات الأجناس لا بتأثير الله سبحانه ولا غيره من فاعل أو علة وإنما هو لذاتها وأنها متميزة في حال عدمها بالمماثلة لما ماثلها والمخالفة لما خالفها، وأنه ليس لله تأثير ولا فعل إلا في صفة إيجاده لها فقط مع كون الوجود الذي هو صفة لها غير معلوم لله سبحانه عندهم كما سبق ذكره في غير موضع.
  وقد حكى الإمام المهدي # في شرحه «دامغ الأوهام» عن السمرقندي(٢) وقد ذكر عنه مسائل من أول كتابه المسمى الصحائف الإلهية حيث قال: اعلم أن السمرقندي أورد في أول كتابه الصحائف الإلهية مسائل في الوجود والعدم وما يتعلق بهما ربما توهم المطالع فيه أنها أو أكثرها غريب لم يتكلم عليها أصحابنا ولا نحن في شرحنا هذا فرجحنا ذكرها وبيان كون شرحنا هذا قد انتظمها انتظاماً شافياً.
  ثم ذكر المسائل إلى أن قال: المسألة السادسة: قال - أي السمرقندي - ما
(١) قوله: «وقولهم» مبتدأ وخبره قوله: «لا ينقض ما قطعوا به». (من هامش الأصل).
(٢) إسحاق بن محمد بن إسماعيل، أبو القاسم، السمرقندي: قاض حنفي. من كتبه: الصحائف الالهية (خ)، والسواد الاعظم (ط). (الأعلام للزركلي باختصار).