(فصل: والله لا إله غيره)
  الصحيح: «أهل بيتي كسفينة نوح ...» الخبر.
  فإطلاق اسم الخطأ عليهم مع هذه الأمور بعيد إلا أن يراد بأنهم أخطئوا الحق أي: لم يصيبوه، والله أعلم.
(فصل: والله لا إله غيره)
  أي لا مشارك له في الإلهية والربوبية؛ إذ هو الواحد الذي ليس كمثله فشيء، فمعنى الواحد في حقه تعالى هو المتفرد بصفات الكمال الذي ليس كمثله شيء دون غيره فلن توجد فيه هذه الصفة أبداً.
  (خلافاً للوثنية) وهم عباد الأوثان وهي الأصنام على اختلاف طبقاتهم، (والثنوية) وهم من أثبت مع الله إلهاً غيره وهم فرق منهم من زعم أن العوالم كلها محدثة الصور قديمة المواد وأن النور والظلمة قديمان، وأن العالم ممتزج منهما، ومنهم المجوس والنصارى فإنهم من فرق الثنوية، ولهذا قال #: (والمجوس، وبعض النصارى) يعني فإنهم أثبتوا مع الله إلهاً غيره تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وسنبين إن شاء الله طرفاً مع ما سبق ذكره من مذاهب هذه الفرق وعقائدها ثم نذكر الرد عليهم وإفساد مقالهم ومحالهم بمشيئة الله سبحانه وعونه.
  أما الوثنية فقال الإمام يحيى # في الشامل: واعلم أنه ليس في المذاهب بأجمعها أحقر عقولاً ولا أضعف أحلاماً من عبادة غير الله، ولقد أكثر الله في كتابه الكريم من تهجين آرائهم والمقت لهم قال تعالى شأنه وجل سلطانه: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ}[الحج: ٧٣]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}[الأعراف: ١٩٤]، إلى غير ذلك.
  قال: واعلم أن العلم الضروري حاصل لجميع العقلاء بأن الصورة المعمولة من خشب أو رصاص أو نحاس يستحيل أن تكون موجدة لجميع الخلائق