شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: والله لا إله غيره)

صفحة 464 - الجزء 1

  وإن كان أحدهما قديماً والآخر محدثاً فقد عبدوا المحدث مع القديم وهو غير إله فبطل بما ذكرناه قول هؤلاء النساطرة.

  وأما اليعقوبية الذين زعموا أن الاتحاد بالممازجة والمخالطة حتى صارا شيئاً واحداً فقالوا: المسيح جوهر من جوهرين، وأقنوم من أقنومين، أحدهما جوهر الإله القديم، والآخر هو جوهر الإنسان المحدث اتحدا وصارا جوهراً واحداً، ومثلوا ذلك الاتحاد بصورة الوجه في المرآة والسيف من غير أن يكون قد انتقل صورة الوجه إلى المرآة، فنقول:

  ليس يخلو الجوهران بعد الاتحاد الذي زعموه إما أن يبقيا على ما كانا عليه من المغايرة والتحقيق لمعقولهما أو يتغيرا عما كانا عليه فإن كان الأول فليس ذلك باتحاد ولا ممازجة.

  وإن كان الثاني: فلا يخلو الحال فيهما إما أن يكون اللاهوت قد أبطل الناسوت، أو يكون الناسوت مبطلاً للاَّهوت أو يكون كل واحد منهما قد أبطل حقيقة الآخر.

  فإن كان الأول وجب أن يكون المسيح لاهوتاً محضاً وحينئذ تبطل حقيقة الناسوت ويبطل قولهم بالاتحاد والممازجة.

  وإن كان الثاني وجب أن يكون المسيح إنساناً محضاً وتبطل حقيقة الإلهية عنه ويبطل قولكم إنه جوهر من جوهرين.

  وإن كان الثالث لزم أن لا يكون المسيح إلهاً ولا غير إله ولا إنساناً ولا غير إنسان؛ لأن كل واحد منهما قد أبطل حقيقة الآخر وأخرجه من معقوله.

  وأيضاً الاتحاد بالممازجة لا يكون إلا في حق الأجسام والكلمة عندهم ليست بجسم.

  وأما الأرمنوسية، قال #: وهم المحققة من الفرق النصرانية فقد ذهبوا إلى أن عيسى # كان عبداً لله تعالى ورسولاً له إلى الخلق وأنه ابتدأه من مريم وأنه