شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في الإشارة إلى ما يجب معرفته من ذات الله ø)

صفحة 469 - الجزء 1

  قائمة بذاته على ما تقدم ذكره عنهم، (و) خلافاً لمن أثبت (كلاماً قديماً) وهم الأشعرية أيضاً والحشوية، فإنهم قالوا: إن كلام الله قديم وسيأتي ذكر كلامهم إن شاء الله تعالى في كتاب النبوات.

  (قلنا) جواباً على من خالفنا: (يلزم أن يكون للقدماء) الذين أثبتوهم (ما له تعالى من الإلهية) والصفات الحميدة والأسماء الحسنى التي تجب له تعالى (لعدم المخصص) لبعض القدماء على بعض مع الاشتراك في القدم (ولعدم الفرق) حينئذ بين قديم وقديم، (وقد بطل أن يكون غيره) سبحانه وتعالى (إلهاً بما مر) من أنه لا إله غيره جل وعلا عن أن يدانيه في أسمائه وصفاته شيء.

(فصل: في الإشارة إلى ما يجب معرفته من ذات الله ø)

  (ولم يكلف الله) سبحانه (عباده العقلاء) فأما من لا عقل له فلا تكليف عليه (من معرفة ذاته) تعالى وصفاته الحسنى (إلا ما مر) ذكره من كونه تعالى موجوداً حياً قادراً عالماً سميعاً بصيراً صنع العالم وأوجده من العدم المحض لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، لا إله إلا هو، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

  قال الإمام يحيى # في الشامل: وجملة العلوم التي يقطع بكونها أصلاً في العلم باستحقاق الثواب والعقاب من علوم التوحيد عشرة: أولها: العلم بذات الله تعالى وما يترتب عليه من العلم بحدوث العالم الذي هو الطريق والوصلة إلى معرفة حقيقة ذاته.

  وثانيها: العلم بكونه تعالى قادراً وما يتعلق به من شمول قادريته على كل الممكنات.

  وثالثها: العلم بكونه تعالى عالماً، وما يتصل به من شمول عالميته بكل المعلومات.

  ورابعها: العلم بكونه تعالى حياً وما يتعلق به من كونه تعالى مدركاً.