شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في الإشارة إلى ما يجب معرفته من ذات الله ø)

صفحة 470 - الجزء 1

  وخامسها: العلم بكونه تعالى موجوداً عند من يثبته حالة.

  وسادسها: العلم بكونه تعالى قديماً لا أول له.

  وسابعها: العلم بكون هذه الصفات مضافة إلى ذاته من غير واسطة.

  وثامنها: العلم بكونه تعالى لا يشبه شيئاً من المحدثات.

  وتاسعها: العلم بكونه تعالى غنياً لا تجوز عليه الحاجة إلى شيء من الأشياء.

  وعاشرها: العلم بكونه تعالى واحداً لا ثاني له في الإلهية.

  فهذه العلوم العشرة هي علوم التوحيد لا بد من تحصيلها لكل عاقل. انتهى.

  قلت: وقوله: ورابعها العلم بكونه تعالى حياً وما يتعلق به من كونه تعالى مدركاً بناء على أن الإدراك أمر زائد على العالمية وقد تقدم أن الإدراك في حقه تعالى هو العالمية، واستدللنا على ذلك بما فيه كفاية.

  وقوله #: أولها العلم بذات الله تعالى يريد العلم بكونه تعالى صانعاً للعالم مختاراً لا غير ذلك.

  وقوله: وما يترتب عليه من العلم بحدوث العالم الذي هو الطريق والوصلة إلى معرفة حقيقة ذاته لا يريد بحقيقة ذاته إلا كونه صانعاً للعالم قادراً عالماً قديماً حياً ليس كمثله شيء، لا غير ذلك لما سيأتي له إن شاء الله تعالى.

  وإنما قال الإمام #: ولم يكلف الله سبحانه من معرفة ذاته إلا ما مر؛ لأنه لا يمكن معرفة كنه ذاته تعالى (لتعذر تصوره تعالى) أي: لاستحالة أن يتصوره تعالى المخلوق؛ لأن المخلوق إنما يتصور ما كان جسماً أو عرضاً، والله سبحانه ليس بجسم ولا عرض وقد أوضح ذلك # بقوله: (لما ثبت من أنه تعالى ليس بجسم ولا عرض، والتصور إنما يكون لهما) أي: للجسم والعرض (ضرورة) أي: يعلم بضرورة العقل أنه لا يصح التصور ولا يتعقل إلا فيما كان كذلك وقد بطل أن يكون الله سبحانه جسماً أو عرضاً لما ثبت من حدوث الجسم والعرض كما قد تكرر ذكره فثبت بذلك أنه لا طريق للمخلوق إلى معرفة كنه