شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[المقدمة]

صفحة 48 - الجزء 1

  (فأشعلها سبحانه) وتعالى قال #: أي: أمدها (بمصابيح الأنوار) أي: بزيادة الهدى والتنوير كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى ...} الآية [محمد: ١٧]، وكما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ...} الآية [العنكبوت: ٦٩].

  قلت⁣(⁣١): ولفظ أشعلها استعارة تبعية تخييلية؛ لأنه شبه زيادة العقل الذي [..... (⁣٢)] في زيادة الهداية من الله سبحانه للعلماء بالنور والضياء الحاصل من إشعال النار أي: إيقادها بالحطب، وإنما سميت تبعية؛ لأن الاستعارة في الفعل وشبهه كاسم الفاعل وسائر الصفات وفي الحرف تابعة للاستعارة في المصدر وفي معنى الحرف، وإنما كانت تخييلية؛ لأنها تابعة للاستعارة بالكناية هنا وهي لفظ العقول المشبهة بالأنوار الحاصلة من النور بقرينة الفلق والإصباح، والحاصلة من إشعال النار بقرينة قوله: فأشعلها، [ففي⁣(⁣٣)] قوله: إصباح العقول استعارتان [تخييلية في لفظ إصباح، ومكنية في لفظ العقول، والله أعلم، والمعنى⁣(⁣٤)]: فتعقب ذلك الفلق للإصباح [استنارة القلوب وإضاءتها لما انتشر فيها من النور كما ينتشر في الآفاق عقيب إيقاد النار وإشعالها بالحطب ويجوز أن يكون من عطف تفصيل المجمل أي: فتكون الفاء مفيدة للترتيب في اللفظ من غير نظر⁣(⁣٥)] إلى أن مضمون ما بعدها مترتب حصوله على حصول مضمون ما قبلها كقوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ}⁣[هود: ٤٥]، والله أعلم. والمصابيح جمع مصباح، والمصباح السراج، وإضافة مصابيح إلى الأنوار للبيان أي:


(١) كذا في الأصل، والذي في (ب): قلت: ولفظ أشعلها استعارة تبعية تخييلية على طريق الاستعارة بالكناية أيضاً، وذلك لأنه شبه زيادة العقل وزيادة الهداية من الله سبحانه ... إلخ.

(٢) هنا كلمة مطموسة في الأصل.

(٣) ما بين المعقوفين مطموس في الأصل، وما أثبتناه من (ب).

(٤) ما بين المعقوفين ساقط في الأصل، وما أثبتناه من (ب).

(٥) ما بين المعقوفين مطموس في الأصل، وما أثبتناه من (ب).