(فصل: في الإشارة إلى ما يجب معرفته من ذات الله ø)
  يمارسوا العلوم التفكر في ذات الله تعالى وصفاته وفي الأمور التي لا تبلغها عقولهم حتى يؤدي ذلك إلى الاعتقادات الكفرية وهم لا يشعرون وهم في غاية ما يكون من الفرح والسرور والاطمئنان إلى ما وقع في صدورهم وهم في غاية الخطأ ويظنون أن ما اعتقدوه هو العلم والبصيرة، فما هذا حاله يكون من أعظم الأبواب للشيطان في اللعب بعقولهم. انتهى ما ذكره الإمام يحيى #.
  وهذا هو الحق الأبلج والمهيع الذي لا أمت فيه ولا عوج، وهو طريق جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين والأئمة الهادين À أجمعين.
  وإلى هذا أشار الإمام # بقوله: (فإن أرادوا بذلك) أي: إن أراد الإمام يحيى # ومن ذكر معه بقولهم: له تعالى ماهية يختص بعلمها (ذاتاً لا يحيط بها المخلوق علماً فصحيح) أي: فقولهم حق وهو الذي أردناه بما سلف من قولنا: ولم يكلف الله سبحانه عباده من معرفة ذاته إلا ما مر ... إلى آخره.
  وقال السيد الإمام العلامة عماد الدين يحيى بن منصور بن العفيف في معنى هذا:
  يا طالب الحق إن الحق في الجمل ... وفي الوقوف عن الإفراط والزلل
  هي النجاة فلا ترضى بها بدلاً ... بذاك جاء حديث السادة الأول
  وكان هذا السيد من عيون العترة الكرام قرأ في أصول الدين نيف وأربعين كتاباً واختار منها مذاكرته وشرحها التي صنفهما بلفظ بليغ مختصر وهما على مذهب أهل البيت $ ذكر هذا شارح الأبيات الفخرية.
  وقال (أبو هاشم مقسماً) أي: حال كونه مقسماً بالله سبحانه: (إنه ما يعلم الله سبحانه من ذاته) جل وعلا (إلا مثل ما يعلم هو) أي: إلا مثل ما يعلم أبو هاشم كما سبق ذكره من حكاية النوبختي.
  قلنا: هذا غلو وخروج عن حد العقل قطعاً وارتكاب لأمر عظيم بغير بصيرة ولا دلالة من عقل ولا سمع.