(فصل: في الإشارة إلى ما يجب معرفته من ذات الله ø)
  ووسوس في التفكر في ذات الله وما حقيقتها فإن هذا الوسواس من أعظم ما يتوصل به الشيطان إلى ضلال كثير من الخلق وكفرهم وإلحادهم وإخراجهم من الدين والإسلام.
  وقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «إن الشيطان يأتي إلى أحدكم فيقول: هذا الذي خلق الخلق فمن خلق الله؟ فمن وسوس إليه الشيطان بذلك فيقول: آمنت بالله ويتفكر في ملكوته ومصنوعاته»، وكان ÷ يأمر بالتفكر فيها وينهى عن التفكر في الله.
  وقال ÷: «تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق فإنكم لن تقدروا قدره»(١) ذكر هذا بعض أئمة أهل البيت $.
  وروى الهادي # في الأحكام عن النبي ÷ أنه قال: «إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول له: من خلق السماء؟ فيقول الله. فيقول له: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: ومن خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله».
  وروى أيضاً عنه ÷ أن رجلاً أتاه فقال: يا رسول الله إني أجد في نفسي شيئاً لأن تضرب عنقي أحب إلي من أن أتكلم به، فقال: «ذلك صريح
(١) رواه السيد حميدان (ع) في المجموع بلفظ (في المخلوق)، ورواه الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم (ع) في مجموعه، ورواه السمرقندي في بحر العلوم، والبغوي في تفسيره، والخازن في تفسيره، والقرطبي في تفسيره، والثعالبي في تفسيره، والثعلبي في تفسيره الكشف والبيان، والرازي في تفسيره، والسيوطي في الدر المنثور، وعزاه إلى ابن أبي الدنيا وأبي الاصبهاني، وأخرى وعزاها إلى أبي الشيخ، ورواه هناد بن السري في الزهد والمتقي الهندي في كنز العمال، وأخرجه يعلى في طبقات الحنابلة، ورواه السخاوي في المقاصد الحسنة بلفظ: (تفكروا في خلق الله)، وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وروى قريبا منه الطبراني في الاوسط بلفظ (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله)، والبيهقي في شعب الإيمان، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.