شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في الإشارة إلى ما يجب معرفته من ذات الله ø)

صفحة 482 - الجزء 1

  الإيمان» يريد ÷ أن كراهيتهم لما ألقى إليهم الشيطان من الوسواس ودفعهم لذلك بخالص الإيمان صريح الإيمان لأن أهل المعرفة بالله سبحانه إذا فقدوا الوساوس التي هي دليل الحرب والمجاهدة والعداوة بينهم وبين الشيطان خافوا أن يكون قد ظفر بهم عدوهم. ذكر هذا التفسير الإمام الكبير العالم النحرير محمد بن القاسم بن إبراهيم $ في كتاب شرح دعائم الإيمان.

  وقال الوصي #: «من تفكر في خلق الله وحد، ومن تفكر في الله ألحد».

  وقال # في خطبة الأشباح: «فَانْظُرْ أَيُّهَا السَّائِلُ فَمَا دَلَّكَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ مِنْ صِفَتِهِ فَائْتَمَّ بِهِ وَاسْتَضِئْ بِنُورِ هِدَايَتِهِ وَمَا كَلَّفَكَ الشَّيْطَانُ معرفته مِمَّا لَيْسَ عليك فِي الْكِتَابِ فَرْضُهُ وَلَا فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ ÷ وَأَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُهُ فَكِلْ عِلْمَهُ إِلَى اللَّهِ تعالى فَإِنَّ ذَلِكَ مُنْتَهَى حَقِّ اللَّهِ عَلَيْكَ وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ هُمُ الَّذِينَ أَغْنَاهُمْ عَنِ اقْتِحَامِ السُّدَدِ الْمَضْرُوبَةِ دُونَ الْغُيُوبِ الْإِقْرَارُ بِجُمْلَةِ مَا جَهِلُوا تَفْسِيرَهُ مِنَ الْغَيْبِ الْمَحْجُوبِ فَمَدَحَ اللَّهُ تَعَالَى اعْتِرَافَهُمْ بِالْعَجْزِ عَنْ تَنَاوُلِ مَا لَمْ يُحِيطُوا بِهِ عِلْماً وَسَمَّى تَرْكَهُمُ التَّعَمُّقَ فِيمَا لَمْ يُكَلِّفْهُمُ الْبَحْثَ عَنْ كُنْهِهِ رُسُوخاً فَاقْتَصِرْ عَلَى ذَلِكَ وَلَا تُقَدِّرْ عَظَمَةَ اللَّهِ [سُبْحَانَهُ] عَلَى قَدْرِ عَقْلِكَ فَتَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ هُوَ الْقَادِرُ الَّذِي إِذَا ارْتَمَتِ الْأَوْهَامُ لِتُدْرِكَ مُنْقَطَعَ ذاته وَحَاوَلَ الْفِكْرُ الْمُبَرأُ عن خطر الوسواس أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ فِي عَمِيقَاتِ غُيُوبِ مَلَكُوتِهِ وَتَوَلَّهَتِ الْقُلُوبُ إِلَيْهِ لِتَجْرِيَ فِي كَيْفِيَّةِ صِفَاتِهِ وَغَمَضَتْ مَدَاخِلُ الْعُقُولِ فِي حَيْثُ لَا تَبْلُغُ الصِّفَات لتنال عِلْمَ ذَاتِهِ رَدَعَهَا وَهِيَ تَجُوبُ في مَهَاوِيَ سُدُفِ الْغُيُوبِ مُتَخَلِّصَةً إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ ...» إلى آخر كلامه #.

  ومن كلام القاسم بن إبراهيم #: «جعل الله في المكلف شيئين وهما العقل والروح وهما قوام الإنسان لدينه ودنياه، وقد حواهما جسمه وهو يعجز عن صفتهما وماهيتهما فكيف يتعدى بجهله إلى عرفان ماهية الخالق الذي ليس كمثله شيء، ومن لم يعرف عقله وروحه والملائكة والجن والنجوم وهذه مخلوقة