(فصل): في الكلام على من أثبت الذوات في العدم
  قال (الإمام) الأسير ذو الوجه المنير والعلم الغزير (الحسن(١) بن علي بن داود) بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيد بن جبريل وهو الذي أسره الروم في سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة وأدخلوه إلى القسطنطينية أسيراً فمات هناك رحمة الله عليه ورضوانه فقال (#: ليس مرادهم بثبوتها) أي: مراد من أثبت الذوات في الأزل (إلا تصورها) للعالم بها والقادر عليها أي: تخيل صورتها وتمثيلها دون ثبوتها حقيقة في الأزل.
  قال #: (قلت - [وبالله التوفيق(٢)] -: وفيه) أي: وفي حمل الإمام الحسن # كلامهم على أن المراد به تصورها (نظر) لأن ذلك خلاف ظاهر أقوالهم في تفسير ثبوت الذوات في العدم أو لأن هذا الحمل وإن كان مرادهم غير مخلص لهم؛ (لأن علم الله) سبحانه و (تعالى) للمعلومات (ليس بتصور) لأن التصور هو تخيل صورة الشيء وتمثيلها في الذهن فهو عرض يختص بالمحدثين والله سبحانه يتعالى عن ذلك.
  اعلم أنا قد ذكرنا مذهب أهل البيت $ أن الله سبحانه مذوت الذوات ومبتدعها ومخرجها ومنشئها من العدم المحض، وأن علمه تعالى بها لا يوجب ثبوتها فيما لم يزل.
  وذكرنا مذهب المخالف ونزيد ذلك تأكيداً بما ذكره السيد حميدان # حيث قال: مذهب العترة $ أن ذوات العالم هي أجسامه وصفاتها هي أعراضها،
(١) الإمام الولي الناصر لدين الملك العلي الحسن بن علي بن داود بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد $. قيامه: سنة ست وثمانين وتسعمائة، ولم يزل هادياً للخلق، ناصراً للحق، إلى أن أسره الأتراك بجبل هِنْوم سادس عشر شهر رمضان المعظم سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، ومكث في اليمن سنة، ثم وجهوه وأولاد المطهر بن الإمام يحيى شرف الدين إلى السلطنة، ولهذا الإمام كرامات عديدة، ولم يزل في الحبس إلى أن قبضه الله سنة ست وعشرين وألف. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٢) ما بين المعقوفين غير موجود في الأصل وهو ثابت في المتن.