شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 501 - الجزء 1

  قال #:

باب الاسم والصفة

  إنما جرت عادة أهل علم الكلام بذكر الاسم والصفة في هذا الفن لما يتعلق بهما من أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته فحسن ذكر أصل الوضع فيهما واستعمال العرب لهما ثم يذكر المقصود من ذلك.

  واعلم أن (الاسم) في اصطلاح أهل علم العربية هو: (كلمة تدل وحدها على معنى غير مقترن بزمن وضعاً) فقوله: «كلمة» يعم الاسم والفعل والحرف والمراد بالكلمة هنا اللفظ الموضوع، وقوله: تدل وحدها يخرج الحرف فإنه يدل على معنى لا مستقلاً بنفسه ولكن بواسطة الفعل أو الاسم.

  وقوله: «غير مقترن بزمن» يخرج الفعل فإنه يدل على معنى مقترن ذلك المعنى بزمان إما ماض أو مستقبل أو حال.

  وقوله: «وضعاً» أي: غير مقترن بزمن في أصل وضعه أي: وضعه واضع اللغة على عدم الاقتران وإن عرض له الاقتران من بعد ذلك فلا يخرجه عن كونه اسماً كاسم الفاعل واسم المفعول ونحوهما إذا كانت بمعنى الحال أو الاستقبال أو المضي.

  ويخرج بقوله: «وضعاً» نعم وبئس ونحوهما من سائر الأفعال الغير المنصرفة فإن أصل وضعها على الاقتران فلا يخرجها عن كونها أفعالاً عروض عدم الاقتران في الاستعمال.

  وأدلة ذلك والبسط فيه مذكور في كتب العربية.

  واعلم أن هذا الحد الذي ذكره الإمام # في الاسم إنما هو في اصطلاح أهل النحو، وأما في أصل اللغة فالاسم ما صح إطلاقه على ذات سواء كان اسماً نحوياً كزيد أو فعلاً نحوياً كضرب ويضرب والله أعلم.

  (وهو) أي: الاسم (غير المسمى) إذ هو الدال والمسمى المدلول، والاسم